كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 2)

يكون اسمها بمنجاة من لغو القول، ومنال اللسان. لقد كانت المرأة المسلمة تجير الخائف، وتفك العاني، وذلك كله إلى تجلة واحترام، بلغت منهما غايتهما.
فقد أجارت أم هانئ بنت أبي طالب رجلين من أحمائها كتب عليهما القتل، وذلك مجمل حديثها في سبيل ذلك، قالت رضي الله عنها: (ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره بثوبه، فسلمت عليه، فقال: " من هذه؟ "، فقلت: "أنا أم هانئ بنت أبي طالب "، فقال: "مرحبا بأم هانئ"، فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: " يا رسول الله، زعم ابنُ أمي عَلي: أنه قاتل رجلًا فد أجَرْتُه (183) - فلان بن هُبيرة- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرتِ يا أم هانئ"، قالت أم هانئ: " وذلك ضحى") .
وفي رواية الترمذي: (أن أم هانئ قالت: أجرتُ رجلين من أحمائي (184) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد آمنا من آمنت") .
وفي رواية أبي داود: (أنها أجارت رجلًا من المشركين يومَ الفتح، فأتتِ النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: (قد أجرنا من أجرت، وآمنا من آمنت") (185) .
__________
(183) أجَرتُ الرجل: منعت من يريده بسوء، وآمنته شره وأذاه.
(184) حمو المرأة، وحموها، وحماها: أبو زوجها، ومن كان من قِبلِه.
(185) رواه البخاري (1/331) في الغسل: باب التستر في الغسل عند الناس، وفي الصلاة، وفي الجهاد: باب أمان النساء وجوارهن، وفي الأدب، ومسلم رقم (336) في الحيض: باب تستر المغتسل بثوب ونحوه، وفي صلاة المسافرين وقصرها، و"الموطأ" (1/152) في قصر الصلاة: باب صلاة الضحى، والترمذي رقم (2735) في الاستئذان، وأبو داود رقم (1290) في الصلاة: باب صلاة =

الصفحة 94