كتاب عودة الحجاب (اسم الجزء: 2)

وفي رواية ابن أبي حاتم عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: " تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علىَّ بعضُه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول: (يا رسول الله، أكل مالي، وأفنى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك "، قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) (المجادلة: 1) (519) لقد نزل الوحي مؤيداً تلك المرأة الصالحة، وأعلى ذكرها حتى صار قرآنا يتلى في المحاريب.
(عن ابن زيد قال: لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه امرأة يقال لها " خولة" وهو يسير مع الناس، فاستوقفته، فوقف لها، ودنا منها، وأصغى إليها رأسه، ووضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها، وانصرفت، فقال له رجل: "يا أمير المؤمنين حبستَ رجالَ قريش على هذه العجوز؟ "، قال: "ويحك! وتدري من هذه؟ " قال: "لا"، قال:
"هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عني إلى الليل، ما انصرفت حتى تقضي حاجتها ") (196) .
__________
= والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي من طريق يوسف بن عبد الله بن سلام (6/179) .
(195) رواه البخاري (13/316) في التوحيد: باب قول الله تعالى: (وكان الله سميعا بصيرا) تعليقًا، ووصله النسائي (6/168) في النكاح: باب الظهار، وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/46) وصححه الحاكم في "المستدرك" (2/ 481) ، ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن ماجه رقم (2063) من حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها.
(196) عزاه في " الدر المنثور، إلى ابن أبي حاتم، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (6/179) .

الصفحة 98