[8] ذكر حديث أنس بن مالك لموت ابن أبي طلحة من أم سليم، وذكر صبرها واحتسابها، وتذكيرها زوجها ووعظها إياه بصبره لحكم الله عز وجل، وإخلاف الله تعالى خيرا مما أصابها به
993 - (م، خ مختصرا عن أنس بن سيرين، عن أنس) - حدثنا عمر بن الحسن بن سليم، قال: ثنا علي بن أحمد، قال: أنا إبراهيم بن محمد بن حمزة قال: حدثني محمد بن يحيى المروزي، قال: ثنا عاصم بن علي، قال: ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت:
عن أنس قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابني حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء، فقربت له عشاءه وشرابه، فأكل وشرب، ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فلما شبع وروي وقع بها، فلما عرفت أنه شبع وروي وقضى حاجته منها قالت: يا أبا طلحة! أرأيت لو أن أهل بيت أعاروا عارية أهل بيت آخرين؛ فطلبوا عاريتهم ألهم أن يحبسوا؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال: فغضب، ثم قال: تركتني حتى تلطخت بما تلطخت به ثم حدثتني بموت ابني، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ألم تر إلى أم سليم صنعت كذا وكذا؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بارك الله لكما غابر ليلتكما))، قال: فباتت تلك الليلة فحملت، قال: فهي وأبو طلحة مع رسول الله في مسير لهم، فلما دنوا من المدينة أخذها المخاض، #105# فاحتبس عليها أبو طلحة، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال أبو طلحة: يا رب! –وقال مرة: يا الله! - إنك لتعلم أنه كان يعجبني أن أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبست بما ترى، قال: فقالت أم سليم: يا أبا طلحة! لا أجد ما كنت أجد فانطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلق حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضربها المخاض فولدت غلاما، قال: فقالت أمي: يا أنس! لا يطعم شيئا حتى تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبت تلك الليلة أكالئه محنيا عليه –وهو يبكي- حتى أصبح، فغدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدت بيده ميسما، فلما رأى الصبي معي قال: ((لعل أم سليم ولدت))، قلت: نعم، قال: فوضع الميسم وقعد، فأتيته بالصبي فوضعته في حجره، فدعا بعجوة من عجو المدينة فلاكها في فمه حتى ذابت، ثم لفظها في فم الصبي، قال: فجعل الصبي يتلمظ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى حب الأنصار التمر))، ثم مسح وجهه وسماه عبد الله.