999 - (خ، م) - حدثنا إسماعيل بن الحسن بن علي ونصر الله بن أحمد قالا: أنا أبو سعيد، قال: ثنا محمد بن يعقوب، قال: ثنا الصغاني، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سعيد بن عبيد الطائي:
عن علي بن ربيعة: أنه خرج يوما إلى المسجد الأعظم والمغيرة بن شعبة أمير بالكوفة، فخرج المغيرة بن شعبة إلى المسجد، فرقي المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما هذا النوح في الإسلام؟ قالوا: توفي رجل من الأنصار يقال له قرظة بن كعب، فنيح عليه، فقال المغيرة بن شعبة: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن كذبا علي ليس ككذب على أحد؛ فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه)).
وفي الباب: عن عمر.
1000 - (خ، م) - حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: ثنا معاذ، قال: ثنا #109# مسدد، قال: ثنا إسماعيل بن علية، قال: أنا أيوب:
عن عبد الله بن أبي مليكة قال: كنت جالسا مع عبد الله بن عمر، ونحن ننتظر جنازة أم أبان ابنة عثمان بن عفان، وعنده عمرو بن عثمان، فجاء ابن عباس يقوده قائده، قال: فأراه أخبره بمكان ابن عمر، فجاء حتى جلس إلى جنبي، فكنت بينهما، فإذا صوت من الدار، فقال ابن عمر –كأنه يعزم على عمرو أن يقوم فينهاهم -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الميت يعذب ببكاء أهله))، فأرسلها عبد الله مرسلة.
فقال ابن عباس: كنا مع أمير المؤمنين عمر، حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو برجل نازل في ظل شجرة، فقال لي: اذهب فاعلم لي من ذاك الرجل، فذهبت فإذا هو صهيب، فرجعت إليه فقلت: إنك أمرتني أن أعلم لك من ذاك الرجل وإنه صهيب، فقال: مره فليلحق بنا، فقلت: إنه معه أهله، فقال: مره فليحلق بنا، -وربما قال أيوب: وإن كان معه أهله- فلما قدمنا المدينة لم يلبث أن أصيب أمير المؤمنين، فجاء صهيب يقول: واأخاه! واصاحباه! فقال عمر: ألم تعلم، أو: ألم تسمع، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه))؟!
فأما عبد الله فأرسلها مرسلة، وأما عمر فقال: ((ببعض بكاء أهله))، فدخلت على عائشة فذكرت لها قول عمر، فقالت: لا، والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قط: ((إن الميت يعذب ببكاء أحد))، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الكافر ليزيده الله ببكاء أهله عذابا))، وإن الله تعالى {هو أضحك وأبكى}، {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
#110#
قال أيوب: وقال ابن أبي مليكة: وحدثني القاسم بن محمد قال: لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت: إنكم لتحدثون عن غير كاذبين ولا مكذبين، ولكن السمع يخطئ.