كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 2)

1050 - (م) - حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا دعلج، قال: ثنا موسى بن هارون، قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا حجاج بن محمد، قال: أنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله –رجل من قريش-:
أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة بن عبد المطلب أنه قال يوما: ألا أحدثكم عني وعن أمي؟ قال: فظننا أنه يريد أمه التي ولدته، قال: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي [كان] النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انطلق فخلع نعليه ووضعهما عند رجليه، ووضع رداءه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ثم انتعل رويدا، وأخذ رداءه رويدا، ثم فتح الباب رويدا وخرج، ثم أجافه رويدا، فجعلت درعي في رأسي، واختمرت وتقنعت بإزاري، ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع، فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، وسبقته فدخلت وسبقته، فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال: ((ما لك يا عائشة حشيا رابية؟)) قالت: قلت: لا شيء، قال: ((لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير))، قلت: بلى يا رسول الله بأبي أنت أمي! #133# فأخبرته الخبر، قال: ((فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟)) قلت: نعم، قالت: فلهزني في صدري لهزة أوجعتني، ثم قال: ((أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟)) قالت: قلت: مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ قال: ((نعم))، قال: ((فإن جبريل –عليه السلام- أتاني حين رأيت، ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك، فناداني؛ فأخفاه منك، فأجبته؛ فأخفيته منك، وظننت أنك قد رقدت فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربك عز وجل يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم))، قالت: فكيف أقول يا رسول الله؟ قال: ((قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله للاحقون)).

الصفحة 132