كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 2)

[7] ذكر تحريم الصدقة على أهل البيت بني هاشم وبني المطلب
1073 - (خ، م) - حدثنا علي بن أحمد بن خشنام، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد بن بالويه، قال: أنا محمد بن الحسين القطان، قال: ثنا قطن بن إبراهيم، قال: ثنا حفص بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن محمد بن زياد:
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالتمر عند صرام الناس النخل للصدقة، فيهيئ هذا من تمره وهذا من تمره وهذا من تمره، حتى يصير عنده كوم من تمر، فجعل الحسن أو الحسين يلعب بذلك التمر، فأخذ تمرة فجعلها في فيه، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجها من فيه وقال: ((أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة؟)).
وفي رواية: شعبة، عن محمد قال: ((كخ كخ)).
1074 - (م) - حدثنا أبو منصور، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا إبراهيم بن محمد، قال: ثنا الفضل بن الحباب، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: ثنا جويرية، عن مالك، عن الزهري: أن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب حدثه: #150# أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه، قال: اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب، فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين –قال لي وللفضل بن العباس- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلماه فأمرهما على هذه الصدقات، فأديا ما يؤدي الناس وأصابا مما يصيب الناس، قال: فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب فوقف عليهما، فذكرا له، فقال علي: لا تفعلا، فوالله ما هو بفاعل، فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال: والله ما تفعل هذا إلا نفاسة منك علينا، فوالله لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناه عليك، قال علي: أرسلوهما، فانطلقنا واضطجع علي، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة، فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بآذاننا، ثم قال: ((أخرجا ما تصرران))، ثم دخل ودخلنا عليه، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش، قال: فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا فقال: يا رسول الله! أنت أبر الناس وأوصل الناس، وقد بلغنا النكاح فجئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات، فنؤدي إليك كما يؤدي الناس ونصيب كما يصيبون، قال: فسكت طويلا حتى أردنا أن نكلمه، قال: وجعلت زينب تلمع إلينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه، قال: ثم قال: ((إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد؛ إنما هي أوساخ الناس)).
وفي رواية: فألقى علي رداءه فاضطجع عليه، ثم قال: أنا أبو حسن القرم، والله لا أريم مكاني حتى يرجع إليكما أبناؤكما بحور ما بعثتما به، وقال: ((لا يحل لمحمد ولا لآله)).

الصفحة 149