كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 2)

1106 - (خ، م) - حدثنا الفضل بن أحمد بن محمد وغيره قالوا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قال: ثنا محمد بن يعقوب، قال: أنا العباس بن الوليد بن مزيد، قال: أخبرني أبي، قال: ثنا الأوزاعي قال: حدثني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب:
أن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، فقال: ((يا حكيم! إن هذا المال خضرة حلوة؛ فمن أخذ بسخاوة نفسه بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفسه لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى))، قال حكيم: فقلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر الصديق يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبله، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فارق الدنيا.
1107 - (خ، م) - حدثنا الحسن بن أحمد، قال: أنا أبو سلمة، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا أبو الأشهب، قال: ثنا خليد العصري:
عن الأحنف بن قيس قال: كنت في نفر من قريش، فمر أبو ذر وهو يقول: بشر الكنازين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم، ثم تنحى وقعد، فقلت: من هذا؟ #166# قالوا: هذا أبو ذر، فقمت إليه فقلت: ما شيء سمعتك تقول قبيل؟ قال: ما قلت إلا شيئا سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم، قلت: فما تقول في هذا العطاء؟ قال: فخذه، فإن فيه اليوم معونة، فإذا كان ثمنا لدينك فدعه.

الصفحة 165