كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 2)

[1] ما يقوله إذا تعار من الليل
798 - (خ) - حدثنا عبد الغفار بن محمد بن الحسين، قال: أنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو عمرو بن مطر العدل، قال: ثنا إبراهيم بن أسباط بن السكن، قال: ثنا شريح بن يونس، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا الأوزاعي قال: أخبرني عمير ابن هانئ، قال: أخبرني جنادة بن أبي أمية قال:
حدثني عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: يا رب! اغفر لي، أو قال: دعا –شك الوليد-؛ استجيب له، فإن هو عزم، فتوضأ وصلى تقبلت صلاته)).
[2] ذكر كون صلاة الليل فريضة، ونسخ ذلك
799 - (م) - حدثنا أحمد بن سهل، قال: ثنا عبد الرحمن بن حمدان، قال: أنبأ عبد الله بن محمد بن زياد، قال: أنا جدي وعبد الله #8# ابن محمد بن عبد الرحمن، قالا: ثنا إسحاق، قال: أنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن قتادة:
عن زرارة بن أوفى: أن سعد بن هشام –وكان جارا له- ارتحل إلى الشام، فلما قدم علينا أخبرنا أنه أتى ابن عباس، فسأله عن الوتر، فقال له ابن عباس: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: من؟ فقال: عائشة، ائتها، فذهبت إليها، ومررت بحكيم بن أفلح، فاستلحقته إليها، فقال: ما أنا بقاربها؛ إني نهيتها عن أن تقول فيما بين الشيعتين شيئا، فأبت إلا مضيا، فأقسمت عليه، فقام معي، فأتيناها، فسلمنا عليها، فدخلنا، فعرفت حكيما، فقالت: من هذا معك؟ فقال: سعد بن هشام، فقالت: من هشام؟ فقال: ابن عامر، فقالت: نعم المرء؛ كان عامر قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، قال: فقلت: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن، قال: فهممت أن أقوم، فبدا لي، فقلت لها: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم المؤمنين، فقالت: أما تقرأ هذه السورة: {يا أيها المزمل}؟ قلت: نعم، قالت: فإن الله تبارك وتعالى افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا، ثم أنزل التخفيف في آخر السورة، فصار قيام الليل تطوعا بعد أن كان فريضة، فأتيت على ابن عباس، فأنبأته بحديثها، #9# فقال: صدقت، أما إني لو كنت أدخل عليها لشافهتها به مشافهة، أي: بتصديقي إياها، فقال حكيم بن أفلح: أما إني لو كنت أعلم أنك لا تدخل عليها ما أنبأتك بحديثها.

الصفحة 7