كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 2)

[3] ذكر الحث على ذلك والترغيب فيه
800 - (خ، م) - حدثنا عبد الرحيم بن أحمد وأحمد بن خلف وغيرهما، قالوا: ثنا أحمد بن الحسن، قال: أنا أحمد بن محمد بن عبد الله، قال: ثنا [ابن يحيى]، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني علي بن حسين: أن حسن بن علي أخبره:
أن علي بن أبي طالب أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال: ((ألا تصليان؟!))، فقلت: يا رسول الله! إنما أنفسنا بيد الله؛ فإن شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته، وهو مول يضرب فخذه ويقول: (({وكان الإنسان أكثر شيء جدلا})).
801 - (خ، م عن سالم) - حدثنا القاسم بن الفضل، قال: ثنا أبو زكريا، قال: أنبأ أحمد بن محمد بن زياد، قال: ثنا إسحاق بن الحسن، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا صخر بن جويرية، عن نافع: #10# عن ابن عمر: أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يقصونها عليه، فيقول فيها ما شاء الله، وأنا غلام حديث السن أنام في المسجد قبل أن أنكح، فقلت في نفسي: لو كان فيك خير لرأيت مثل ما يرى هؤلاء، فقلت ذات ليلة: اللهم إن كنت تعلم في خيرا فأرني رؤيا، فبينا أنا كذلك إذا أتاني ملكان، بيد كل واحد منهما مقمعة من حديد يقبلان بي إلى جهنم، فأنا بينهما أدعو: اللهم إني أعوذ بك من جهنم، ثم أراني لقيني ملك في يده مقمعة من حديد، فقال: لم ترع، نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة، فانطلقوا بي حتى وقفوا بي على جهنم، وهي مطوية كطي البئر، لها قرون كقرون البئر، على كل قرن ملك معه مقمعة من حديد، وإذا فيها رجال معلقون بالسلاسل رؤوسهم أسفل، فعرفت فيها رجالا من قريش، فانصرفوا بي ذات اليمين، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أرى عبد الله رجلا صالحا لو كان يصلي من الليل)).
قال نافع: فلم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة.

الصفحة 9