الدليل الخامس : وهو عمدتهم إجماع الصحابة فإنهم وأهل اللغة بأجمعهم أجروا ألفاظ الكتاب والسنة على العموم إلا ما دل الدليل على تخصيصه وإنهم كانوا يطلبون دليل الخصوص لا دليل العموم فعملوا بقول الله تعالى {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} ]النساء: من الآية11[ واستدلوا به على إرث فاطمة رضي الله عنها حتى نقل أبو بكر رضي الله عنه عن النبي: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث" وقوله {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي } ]النور: من الآية2[ {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ )]المائدة: من الآية38 [{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً ) ]الاسراء: من الآية33[ {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا} ]البقرة: من الآية278[ {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} ]النساء: من الآية29 [{لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } ]المائدة: من الآية95[ المائدة ولا وصية لوارث ولا تنكح المرأة على عمتها وخالتها ومن ألقى سلاحه فهو آمن ولا يرث القاتل ولا يقتل والد بولده إلى غير ذلك مما لا يحصى
ويدل عليه أنه لما نزل قوله تعالى {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ]النساء: من الآية95[قال ابن أم مكتوم ما قال وكان ضريرا فنزل قوله تعالى { غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ]النساء: من الآية95[فشمل الضرير وغيره عموم لفظ المؤمنين
ولما نزل قوله تعالى {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} ]الانبياء:98[قال بعض اليهود :أنا أخصم لكم محمدا فجاءه وقال: قد عبدت الملائكة وعبد المسيح فيجب أن يكونوا من حطب جهنم فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} ]الانبياء:101[تنبيها على التخصيص ولم ينكر النبي عليه السلام والصحابة رضي الله عنهم تعلقه بالعموم وما قالوا له لم استدللت بلفظ مشترك مجمل؟