كتاب المستصفى للغزالي - الرسالة (اسم الجزء: 2)

فإن قيل :قد سلمتم أنه صار مجازا فيفتقر العمل به إلى دليل إذا المجاز لا يعمل به إلا بدليل
قلنا :هو حقيقة في وضعه والدليل المخصص هو الذي جعله مجازا أما سقوط دلالة المجاز فلا وجه له لا سيما المجاز المعروف فإنا نتمسك به بغير دليل زائد كقوله تعالى {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} ]النساء: من الآية43[ فإنه وإن كان مجازا فهو معروف وكذلك التفهيم بالعمومات المخصصة معروف في اللسان ولا يمكن اطراحه
في تمييز ما يمكن دعوى العموم فيه عما لا يمكن
...
الباب الثاني في تمييز ما يمكن دعوى العموم فيه عما لا يمكن
وفيه مسائل:
مسألة: بيان العموم
إنما يمكن دعوى العموم فيما ذكره الشارع على سبيل الابتداء أما ما ذكره في جواب السائل فإنه ينظر فإن أتى بلفظ مستقل لو ابتدأ به كان عاما كما سئل صلى الله عليه وسلم عن بئر بضاعة فقال "خلق الله الماء طهورا لا ينجسه شيء إلا ما غير طعمه أو لونه أو ريحه" وكما سئل عن ماء البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته"
وأما إذا لم يكن مستقلا نظر ،فإن لم يكن لفظ السائل عاما فلا يثبت العموم

الصفحة 129