واختار القاضي أن أقل الجمع اثنان واستدل بإجماع أهل اللغة على جواز إطلاق اسم الجمع على اثنين في قولهم فعلتم وفعلنا وتفعلون وقد ورد به القرآن قال الله تعالى في قصة موسى وهارون {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} ]الشعراء: من الآية15[ وقال {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً} ]يوسف: من الآية83[وهما يوسف وأخوه وقال {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } ]التحريم: من الآية4[ ولهما قلبان وقال {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ } ]الانبياء: من الآية78[إلى قوله {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} وهما اثنان وقال {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } ]الحجرات: من الآية9[وهما طائفتان وقال {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} ]صّ:21[وهما ملكان
فإن قيل عن كل واحد من هذا جواب
فقوله {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} ]الشعراء: من الآية15[الشعراء يعني هارون وموسى وفرعون وقومه وهم جماعة وقوله {قُلُوبُكُمَا } ]التحريم: من الآية4[لضرورة استثقال الجمع بين اثنتين مع أن القلوب على وزن الواحد في بعض الألفاظ وقوله {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً} ]يوسف: من الآية83[ أراد به يوسف وأخاه والأخ الأكبر الذي تخلف عن الأخوة وقوله تعالى {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} ]الانبياء: من الآية78[أي حكمهما مع الجمع المحكوم عليهم وقوله {وَإِنْ طَائِفَتَانِ } ]الحجرات: من الآية9[كل طائفة جمع
قلنا:هذه تعسفات وتكلفات إنما يحوج إليها ضرورة نقل من أهل اللغة في استحالة إطلاق اسم الجمع على الإثنين وإذا لم يكن نقل صريح فيحمل خلافهم على الحقيقة كما ورد
فإن قيل:ههنا أدلة أربعة:
الأول : أن الإثنين لو كانا جمعا لكان قولنا فعلا اسم جمع فليجز إطلاقه على