كتاب المستصفى للغزالي - الرسالة (اسم الجزء: 2)

إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} ]القصص: من الآية57[و {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ } ]الاحقاف: من الآية25 [{وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } ] النمل: من الآية23[وقوله {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} ]التوبة: من الآية5 [{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ} ]المائدة: من الآية38 [{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي } ]النور: من الآية2 [{وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ } ]النساء: من الآية11[و يشرك النساء وفيما سقت السماء العشر فإن جميع عمومات الشرع مخصصة بشروط في الأصل والمحل والسبب وقلما يوجد عام لا يخصص مثل قوله تعالى {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ]البقرة: من الآية29[ فإنه باق على العموم والأدلة التي يخص بها العموم أنواع عشرة الأول دليل الحس وبه خصص قوله تعالى {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } ]النمل: من الآية23[فإن ما كان في يد سليمان لم يكن في يدها وهو شيء وقوله تعالى {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } ]الاحقاف: من الآية25[ خرج منه السماء والأرض وأمور كثيرة بالحس
الثاني: دليل العقل وبه خصص قوله تعالى {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } ]الأنعام: من الآية102[ إذ خرج عنه ذاته وصفاته إذ القديم يستحيل تعلق القدرة به وكذلك قوله تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} ]آل عمران: من الآية97[خرج منه الصبي والمجنون لأن العقل قد دل على استحالة تكليف من لا يفهم
فإن قيل:كيف يكون العقل مخصصا وهو سابق على أدلة السمع والمخصص ينبغي أن يكون متأخرا ولأن التخصيص إخراج ما يمكن دخوله تحت اللفظ وخلاف المعقول لا يمكن أن يتناوله اللفظ
قلنا:قال قائلون لا يسمى دليل العقل مخصصا لهذا الحال وهو نزاع في عبارة فإن تسمية الأدلة مخصصة تجوز فقد بينا أن تخصيص العام محال لكن الدليل يعرف إرادة المتكلم وأنه أراد باللفظ الموضوع للعموم معنى

الصفحة 153