من الآية25[و {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } ]القصص: من الآية57[وكانوا لا ينسخون إلا بنص وضرورة أما بالتوهم فلا
ولعل السبب أن في جعلهما متضادين إسقاطهما ذا لم يظهر التاريخ وفي جعله بيانا استعمالها وإذا تخيرنا بين الاستعمال والإسقاط فالاستعمال هو الأصل ولا يجوز الإسقاط إلا لضرورة
تنبيه : أعلم أن القاضي أيضا إنما يقدر النسخ بشرط أن لا يظهر دلالة على إرادة البيان مثاله قوله صلى الله عليه وسلم " لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب " عام يعارضه خصوص قوله صلى الله عليه وسلم "أيما إهاب دبغ فقد طهر" لكن القاضي يقدره نسخا بشرطين
أحدهما :أن لا ينبت في اللسان اختصاص اسم الإهاب بغير المدبوغ فقد قيل ما لم يدبغ الجلد يسمى إهابا فإذا دبغ فأديم وصرم وغيره فإن صح هذا فلا تعارض بين اللفظين
الثاني: أنه روي عن ابن عباس أنه عليه السلام مر بشاة لميمونة ميتة فقال ألا أخذوا إهابها فدبغوه وانتفعوا به وكانوا قد تركوها لكونها ميتة ثم كتب لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب فساق الحديث سياقا يشعر بأنه جرى متصلا فيكون بيانا ناسخا لأن شرط النسخ التراخي
المرتبة الثالثة : من التعارض أن يتعارض عمومان فيزيد أحدهما على الآخر من وجه وينقص عنه من وجه
مثاله قوله عليه السلام:" من بدل دينه فاقتلوه" فإنه يعم النساء مع قوله "نهيت عن قتل النساء " فإنه يعم المرتدات وكذلك قوله "نهيت عن الصلاة بعد العصر " فإنه يعم الفائتة أيضا مع قوله "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها" فإنه يعم المستيقظ بعد العصر
وكذلك قوله {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ } ]النساء: من الآية23[ فإنه يشمل جمع الأختين في ملك اليمين أيضا مع قوله {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ]النساء: من الآية3[