كتاب المستصفى للغزالي - الرسالة (اسم الجزء: 2)

غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى } [لأنفال: من الآية41]الآية وإنما أراد بذي القربى بني هاشم وبنى المطلب دون بني أمية وكل من عدا بني هاشم فلما منع بني أمية وبني نوفل وسئل عن ذلك قال أنا وبنو المطلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام ولم نزل هكذا وشبك بين أصابعه وقال في قصة نوح {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } [هود: من الآية46] بين بعد أن توهم أنه من أهله
وأما السنن فبيان المراد بقوله وأقيموا الصلاة بصلاة جبريل في يومين بين الوقتين وقوله عليه السلام ليس في الخضروات صدقة ثم قال بعد ذلك ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة وقال في أربعين شاة شاة وخذوا عني مناسككم كله ورد متأخرا عن قوله {وَآتُوا الزَّكَاةَ} [النساء: من الآية77] {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ } [آل عمران: من الآية97] وقال {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } [التوبة: من الآية41] وهو عام ثم ورد بعده {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى } [التوبة: من الآية91] إذآ النور وكذلك جميع الأعذار
وكذلك أمر النكاح والبيع والأرث ورد أولا أصلها ثم بين النبي بالتدريج من يرث ومن لا يرث ومن يحل نكاحه ومن لا يحل وما يصح بيعه وما لا يصح وكذلك كل عام ورد في الشرع فإنما ورد دليل خصوصه بعده
وهذا مسلك لا سبيل إلى إنكاره وإن تطرق الاحتمال إلى أحد هذه

الصفحة 42