كتاب المستصفى للغزالي - الرسالة (اسم الجزء: 2)

القسم الثالث في الأمر والنهي
...
القسم الثالث في الأمر والنهي
فنبدأ بالأمر فنقول أولا :في حده وحقيقته
وثانيا في صيغته
وثالثا في مقتضاه من الفور والتراخي أو الوجوب أو الندب
وفي التكرار والاتحاد وإثباته
النظر الأول في حده وحقيقته
وهو قسم من أقسام الكلام: إذ بينا أن الكلام ينقسم إلى أمر ونهي وخبر واستخبار فالأمر أحد أقسامه
وحد الأمر :أنه القول المقتضي طاعة المأمور بفعل المأمور به
والنهي :هو القول المقتضي ترك الفعل وقيل
في حد الأمر أنه طلب الفعل واقتضاؤه على غير وجه المسألة وممن هو دون الآمر في الدرجة احترازا عن قوله اللهم اغفر لي وعن سؤال العبد من سيده والولد من والده
ولا حاجة إلى هذا الاحتراز بل يتصور من العبد والولد أمر السيد والوالد وإن لم تجب عليهما الطاعة فليس من ضرورة كل أمر أن يكون واجب الطاعة بل الطاعة لا تجب إلا لله تعالى والعرب قد تقول فلان أمر أباه والعبد أمر سيده ومن يعلم أن طلب الطاعة لا يحسن منه فيرون

الصفحة 61