كتاب المستصفى للغزالي - الرسالة (اسم الجزء: 2)

وفي حق السيد إذا قال لعبده: إفعل أيضا يتصور ذلك مع زيادة أمر وهو أن يكون لغرض السيد فقط كقوله إسقني عند العطش وهو غير متصور في حق الله تعالى { فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ]آل عمران: من الآية97 [{وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } ]العنكبوت: من الآية6[
وقد ذهب ذاهبون إلى أن وضعه للوجوب وقال قوم :هو للندب وقال قوم :يتوقف فيه ثم منهم من قال :هو مشترك كلفظ العين ومنهم من قال لا ندري أيضا أنه مشترك أو وضع لأحدهما واستعمل في الثاني مجازا
والمختار أنه متوقف فيه
والدليل القاطع فيه أن كونه موضوعا لواحد من الأقسام لا يخلو :إما أن يعرف عن عقل أو نقل
ونظر العقل إما ضروري أو نظري ولا مجال للعقل في اللغات
والنقل إما متواتر أو آحاد ولا حجة في الآحاد
والتواتر في النقل لا يعدو أربعة أقسام :فإنه إما أن ينقل عن أهل اللغة عند وضعهم أنهم صرحوا بأنا وضعناه لكذا أو أقروا به بعد الوضع وإما أن ينقل عن الشارع الأخبار عن أهل اللغة بذلك أو تصديق من ادعى ذلك وإما أن ينقل عن أهل الإجماع وإما أن يذكر بين يدي جماعة يمتنع عليهم السكوت على الباطل
فهذه الوجوه الأربعة هي وجوه تصحيح النقل ودعوى شيء من ذلك في

الصفحة 70