كتاب أمالي القالي (اسم الجزء: 2)

قَالَ: فأدبر الأعرابي، وهو يقول: تالله ما رأيت كاليوم عضلةً! ثم أنشدنا الأصمعي القصيدة لرجل من بني عمرو بن كلاب، أو قَالَ من بني كلاب قَالَ أَبُو بَكْرٍِ: هذا يصف رجلاً خائفاً لجأ إِلَى جبل وليس معه إلا قوسه وسيفه: هو العطاف، وأنشدنا:
لا مال لي إلا عطافٌ ومدرعٌ ... لكم طرفٌ منه حديدٌ ولي طرف
وقوله:
أم ثلاثين وابنة الجبل
يعني كنانةً فيها ثلاثون سهماً، وابنة الجبل: القوس لأنها من نبع لا ينبت إلا فِي الجبال، وقوله لا يرتقي النزّ أي ليس هناك نزّ، والنز: الندى لأنه فِي جبل، والذّلاذل: ما أحاط بالقميص من أسفله، واحدها ذُلذُلٌ وذِلذِلٌ، وقَالَ أَبُو زيد وذُلَذِلٌ.
وقوله لا يعدّى نعليه عَنْ بلل أي لا يصرفهما عَنْ بلل أي ليس هناك بلل، والعصرة والعصر والمعتصر: الملجأ.
والنطفة: الماء، يقع عَلَى القليل منه والكثير وليس بضدٍّ، واللصب كالشق يكون فِي الجبل وقوله: تلّقى مواقع السبل أي قبل وتضمن والسبل: المطر، والوجبة الأكلة فِي اليوم، وقَالَ الأصمعي، سمعت أعرابياً، يقول: فلان يأكل الوجبة ويذهب الوقعة أي يأكل فِي اليوم مرة ويتبرّز مرة، والجناة والجنى واحد: وهو ما اجتني من الثمر، والأشكلة: سدرٌ جبليٌّ لا يطول
أنشدنا أَبُو بَكْرٍِ:
عوجاً كما اعوجّت قسيّ الأشكل
وأنشدنا مرة: قياس الأشكل والأشكل: جمع أشكلة
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا السكن بن سعيد، عَنْ محمد بن عباد، قَالَ: دخل أعشى بني ربيعة عَلَى عبد الملك بن مروان وعنده ابناه الوليد وسليمان، فقَالَ له: يا أبا المغيرة، ما بقي من شعرك؟ فقَالَ: والله لقد ذهب أكثره، وأنا الذي أقول:

الصفحة 266