كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 2)

فقال مظفر لصاحب الخبر: اكتب ما سمعت.
فقال صاحب الخبر: ما أكتب من هذا.
فقال له مظفر: فأنا أكتب ما سمعت وأرفعه إلى صاحبي إسحاق بن إبراهيم.
وقال أبو عبد اللَّه لمظفر فيما يقول: ما خلعت يدا من طاعة، وإني لأرى له الطاعة، في كل أحوالي، في عسري ومنشطي ومكرهي.
ففتشوا منزل أبي عبد اللَّه، والبيوت والغرف والسطوح، وفتشوا تابوت الكتب وكان معهم نساء ومناخيس، فجعلوا ينخسون بها الأرض، ونزل النساء إلى منزلنا ومنزل صالح، ففتشوا النساء والمنازل، فلم يروا شيئا، ولم يحسوا بشيء {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} [الأحزاب: 25] وكتب بذلك إلى المتوكل، فوقع منه موقعا حسنا، وعلم أن أبا عبد اللَّه مكذوب عليه عنده. وكان الذي دس من رفع إلى أبي عبد اللَّه، رجل من أهل البدع والخلاف، ولم يمت حتى بين اللَّه أمره للمسلمين، وهو ابن الثلجي.
"ذكر المحنة" لحنبل ص 75

قال أبو جعفر بن ذريح العُكْبَري: طلبت أحمد بن حنبل في سنة ست وثلاثين ومائتين لأسأله عن مسألة، فسألت عنه فقالوا: خرج يصلي، فجلست حتى جاء فسلمت عليه فرد عليَّ السلام، فدخل الزقاق وأنا أماشيه، فلما بلغنا آخر الدرب إذا بابٌ يفرج، فدفعه وصار خلفه. وقال: اذهب عافاك اللَّه! فثنيت عليه. فقال: اذهب عافاك اللَّه، فخرج رجل، فسألته عن تخلفه عن كلامي.
فقال: ادعي عليه عند السلطان أن عنده علويا، فجاء محمد بن نصر فأحاط بالمحلة ففتشت فلم يوجد فيها شيء مما ذكر، فأحجم عن كلام العامة.
"المناقب" لابن الجوزي ص 443

الصفحة 492