كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 2)

غير مرض. ثم كُلم أبو عبد اللَّه في أمره، وفي الحمل على نفسه بالضر. فقيل له: لو أمرت بقدر تطبخ لك؛ لترجع إليك نفسك، وتقوى على الصلاة؟ فقال: الطبيخ طعام المبطانين.
"الورع" للمروذي (274)، (275)

قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: أيش حجتك في ترك الخروج إلى الصلاة ونحن بالعسكر؟
قال: حجتي الحسن وإبراهيم التيمي تخوفا أن يفتنهم الحجاج، وأنا أخاف أن يفتنني هذا بدنياه -يعني: الخليفة.
"الورع" للمروذي (278)

قال المروذي: سمعت إسحاق بن حنبل ونحن بالعسكر يناشد أبا عبد اللَّه ويسأله الدخول على الخليفة ليأمره وينهاه، وقال له: إنه يقبل منك، هذا إسحاق بن راهويه يدخل على ابن طاهر فيأمره وينهاه.
فقال له أبو عبد اللَّه: تحتج عليَّ إسحاق! فأنا غير راض بفعاله، ما له في رؤيتي خير، ولا لي في رؤيته خير.
وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: يجب عليَّ إذا رأيته -يعني: الخليفة- أن آمره وأنهاه.
"أخبار الشيوخ وأخلاقهم" للمروذي (1)، (2)

قال المرُّوذي: سمعت زهير بن محمد يقول: أنا أول من تلقى أبا عبد اللَّه في دار إسحاق، قبل أن يخرج من الحراقة. قال: فخرج وعليه الكساء الذي خلع عليه، قال: فسقط فجعل يجره وما سواه عليه.
"أخبار الشيوخ وأخلاقهم" للمروذي (200)

قال عبد اللَّه: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يومًا، ما ذاق شيئًا إلا مقدار ربع سويق، في كل ليلة كان يشرب شربة ماء، وفي كل ثلاث ليال يستف حفنة من السويق، فرجع إلى البيت ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر، ورأيت مأْقَيْه قد دخلا في حَدَقيه.
"حلية الأولياء" 9/ 179، "تاريخ دمشق" 5/ 301، "المناقب" ص 455، "سير أعلام النبلاء" 11/ 334، "البداية والنهاية" 10/ 778، 790

الصفحة 505