كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 2)

أوصني يا أبا عبد اللَّه، فأشار إلى لسانه.
ودخل سوار القاضي فجعل يبشره ويخبره بالرخص وذكر له عن معتمر، أنه قال: قال أبي عند موته حدِّثني بالرخص (¬1)، واجتمعت عليه أوجاع الحصر وغير ذلك ولم يزل عقله ثابتا، وهو في خلال ذلك يقول: كم اليوم في الشهر؟ فأخبره. وكنت أنام بالليل إلى جنبه، فإذا أراد حاجة حركني فأناولُه، وقال لي: جئني بالكتاب الذي فيه حديث ابن إدريس، عن ليث، عن طاوس، أنه كان يكره الأنين (¬2)، فقرأته عليه فلم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها.
"السيرة" لصالح ص 121 - 123

قال المروذي: سمعت فتح بن أبي الفتح يقول لأبي عبد اللَّه في مرضه الذي مات فيه: ادع اللَّه أن يحسن الخلافة علينا بعدك، وقال له: من نسأل بعدك؟ فقال: سل عبد الوهاب.
"الورع" للمروذي (4)

قال أحمد بن محمد بن عمر: سئل عبد اللَّه بن أحمد: عقل أبوك عند المعاينة؟ فقال: نعم، كنا نوصيه فكان يشير بيده. فقال صالح: أيش يقول؟
فقلت: هو ذا يقول: خللوا أصابعي. فخللنا أصابعه، ثم ترك الإشارة، فمات من ساعته.
"حلية الأولياء" 9/ 183، "المناقب" ص 495، "السير" 11/ 342، "الجوهر المحصل" ص 127

قال عبد اللَّه: قال لي أبي في مرضه الذي توفي فيه: أخرج كتاب عبد اللَّه ابن إدريس، فأخرجت الكتاب.
فقال: أخرج أحاديث ليث بن أبي سليم، فأخرجت أحاديث ليث.
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن باللَّه" (29)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 31، والبيهقي في "الشعب" 2/ 7 (1008).
(¬2) رواه ابن أبي شيبة 7/ 213 (35401) عن عبد اللَّه بن إدريس به.

الصفحة 516