كتاب الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (اسم الجزء: 2)

حدثني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، قال سمعت جماعة يذكرون أن يحيى بن صاعد كان يملي حديثه عن حفظه من غير نسخة، فأملى يوماً في مجلسه حديثاً عن أبي كريب، عن حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمرو، فَعُرِضَ على أبي العباس بن عُقْدَة، فقال: ليس هذا الحديث عند أبي محمد عن أبي كريب، وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج، فاتصل هذا القول بابن صاعد فنظر في أصله فوجده كما قال، فلما اجتمع الناس قال لهم: إنا كنا حدثناكم عن أبي كريب عن حفص عن عبيد الله بحديث كذا ووهمنا فيه إنما حدثناه أبو سعيد الأشج عن حفص بن غياث وقد رجعنا عن الرواية الأولى. قلت لحمزة: ابن عقدة الذي نبه يحيى على هذا؟ فتوقف، ثم قال: ابن عقدة أو غيره.
حدثني القاضي أبو عبد الله الحُسين بن علي الصَّيْمري، ثنا أبو إسحاق (¬1) الطبري قال: سمعت ابن الجعابي يقول: دخل ابن عقدة بغداد ثلاث دفعات، فسمع في الدفعة الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه، ودخل الثانية في حياة ابن منيع فطلب مني شيئاً من حديث يحيى بن صاعد لينظر فيه فجئت إلى ابن صاعد وسألته أن يدفع إلي شيئاً من حديثه لأحمله إلى ابن عقدة، فدفع إليَّ مسند علي بن أبي طالب، فتعجبت من ذلك، وقلت في نفسي: كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس به، مع اتساعه في حديث الكوفيين وحملته إلى ابن عقدة فنظر فيه ثم رده علي فقلت: أيها الشيخ هل فيه شيء يستغرب؟ فقال: نعم، فيه حديث خطأ فقلت: أخبرني به. فقال: والله لا عرفتك (¬2) ذلك حتى
¬_________
(¬1) في الأصل: أبو الحسن. والتصحيح من المصدر.
(¬2) كذا في الأصل. وفي مطبوعة تاريخ بغداد: لا أعرفنك.

الصفحة 24