كتاب الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (اسم الجزء: 2)

وسمع منه كتاب «السنن» روايته عن الشافعي وغير ذلك، وسمع الحديث من أهل عصره، فلحق يونس بن عبد الأعلى، وهارون بن سعيد الأيلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وبحر بن نصر، وعيسى بن مثرود، وغيرهم من أصحاب ابن عيينة، وابن وهب وهذه الطبقة. وسمع الكثير أيضاً من إبراهيم بن أبي داود البرلسي، وكان من الحفاظ المكثرين، وأبي بكرة بكار بن قتيبة القاضي، وغيرهما، وخرج إلى الشام فسمع ببيت المقدس وغزة، وعسقلان، وتفقه بدمشق على القاضي أبي خازم -بمعجمتين واسمه عبد الحميد- ورجع إلى مصر في سنة تسع وستين، وتقدم في العلم، وصنف التصانيف في اختلاف العلماء، وفي الشروط ومعاني الآثار، وأحكام القرآن، ومشكل الآثار، وغير ذلك في الفقه والفنون، والتفسير، والتاريخ، وكتب للقاضي بكار، وعدَّله القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حربويه سنة ست وثلاثمائة شهادة أبي القاسم مأمون، وأبي بكر بن سقلاب، وناب في القضاء عن محمد بن عبدة، وترقَّت حاله، وروى عنه ابنه علي، وأبو الحسن محمد بن المظفر [38 - ب] البغدادي الحافظ، وأبو القاسم الطبراني الحافظ وأبو بكر محمد بن المقرئ الحافظ، وخلق آخرون.
وقال ابن يونس (¬1): كان ثقةً ثبتاً فقيهاً عاقلاً، ولم يخلف مثله.
وقال الخليلي في «الإرشاد» (¬2): له كتب مصنفات في الحديث، وكان عالماً بالحديث.
¬_________
(¬1) انظر: المصدر السابق.
(¬2) (1/ 432).

الصفحة 37