كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)

بالمعروف من حديث الفضيل.

756 - " إذا علم العالم فلم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه ابن قانع في معجمه عن سليك الغطفاني (ض) ".
(إذا علم العالم فلم يعمل) بما علم (كان كالمصباح) أبان وجه الشبه بقوله (يضي للناس ويحرق نفسه) فهو من التشبيه المفصل كقوله:
وأدمعي في صفاء ... وثغرة كاليالي
كما علم في علم البيان، إن قلت سبق أن العلماء سرج الدنيا ومصابيح الآخرة وهو تشبيه مفيد للرفع من شأنهم والإعظام وهنا سيق للذم والمشبه به واحد وهو السراج؟ قلت: هناك وجه الشبه مجرد نفع العباد في الدارين، في الدنيا بعلومهم وفي الآخرة بشفاعتهم ومثل هذا جائز وهو أن يشبه شيء بشيء بصفتين حاصلتين فيه كما هنا وتشبيه ذلك الشيء بعينه في صفة من صفاته، ونظيره أن يشبه زيدًا بالأسد في الشجاعة والفخر وفيه أن العلم بلا عمل مجرد ضر لحامله (ابن قانع (¬1) في معجمه عن سليك) (¬2) بضم السين المهملة بعد لامه مثناة تحتية (الغطفاني) بفتح الغين المعجمة والفاء نسبة إلى قبيلة، ورمز المصنف لضعفه.
¬__________
= (70) وفي ذم الدنيا (322) عن الفضيل وفي العقوبات (37).
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (597) وفي السلسلة الضعيفة (2578).
(¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة برقم (395) وأخرجه الخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم والعمل" (69). وقال الألباني في ضعيف الجامع (589) والسلسلة الضعيفة (2633) موضوع.
في إسناده أبو داود النخعي واسمه سليمان بن عمرو قال أحمد كذاب وسئل مرة أخرى أيضع الحديث قال نعم كان أبو داود النخعي يضع الحديث وقال يحيى هو من يعرف بالكذب ووضع الحديث وقال البخاري هو معروف بالكذب وقال النسائي والدارقطني متروك. انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 22) والمغني في الضعفاء (2610).
(¬2) انظر الإصابة (3/ 165) (3432)

الصفحة 147