كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)

الله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} الحكيم (طب هب) عن ابن عباس (ض) ".
(إذا كان يوم القيامة) وجد وحدث (نودي) من قبل الله تعالى (أين أبناء الستين) أي الذي بلغ بهم العمر ستين سنة وحذف المنادي له كأنه يقال أولم نعمركم الدال عليه قوله (وهو العمر الذي قال الله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} أي: فما صنعتم كما يرشد إليه حديث سهل بن سعد عند عبد بن حميد (¬1) بلفظ: "إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر إليه وأبلغ إليه في العمر" وفي كلام النهج: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة لا يسوغ لابن آدم أن يعتذر فيه لأن قبل الستين أيام صبا وشباب وكهولة فقد يعذر العبد فيها لغلبة الشهوة فإذا دخل في الستين دخل في سن الشيخوخة فلا عذر له في اللهو.
ويروى لأبي نواس:
وإذا تكامل للفتى من عمره ... ستون وهو إلى التقى لا يحتج
عكفت عليه المحرمات فماله ... متأخر عنها ولا متزحزح
وإذا رأى إبليس غرة وجهه ... حياء وقال فديت من لا يفلح
(الحكيم طب هب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وفيه إبراهيم بن الفضل المخزومي قال الذهبي واه (¬2).

812 - " إذا كان يوم القيامة نادى مناد "لا يرفعن أحد من هذه الأمة كتابه
¬__________
(¬1) لم أقف عليه عند عبد بن حميد في المنتخب وأخرجه من رواية سهل بن سعد الطبراني في المعجم الكبير (6/ 183) رقم (5933) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 206): رجاله رجال الصحيح.
(¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 156) والطبراني في المعجم الكبير (11/ 177) رقم (11415) والبيهقي في السنن (3/ 370) وفي الشعب (10254) وانظر: الميزان (1/ 176) التقريب (228) في ترجمة إبراهيم بن الفضل المخزومي. وقال الألباني في ضعيف الجامع (668) والضعيفة (2584): ضعيف جداً.

الصفحة 186