كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)

(ابن سعد عن أبي سعيد بن أبي فضالة) (¬1) بالفاء والضاد المعجمة بزنة سحابة، صحابي نجارى أنصاري مدني ورمز المصنف لضعفه (¬2).

818 - " إذا كانت الفتنة بين المسلمين فاتخذ سيفًا من خشب (هـ) عن أهبان".
(إذا كانت الفتنة) القتال (بين المسلمين فاتخذ سيفًا من خشب) يحتمل الحقيقة وأنه إذا ألجئ إلى حضور الفتنة اتخذ ذلك ويحتمل الكناية عن عدم الحضور للفتنة والمراد إذا كانت الفتنة على ما لا يرضاه الله، لا لو كانت إحداهما باغية فقتالها واجب لقوله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات: 9] الآية فالمراد إذا كانت كل طائفة طالبة بقتالها الدنيا والترأس كحال ملوك الدنيا فهاهنا يكون المؤمن كما قال في النهج: كن في الفتنة كابن اللبون لا ضرع فيحلب ولا ظهر فيركب (5 عن أهبان) (¬3) بضم الهمزة وسكون الهاء بعدها باء موحدة فألف ونون وهو ابن أوس الأسلمي أبو صفية الأسلمي بايع تحت الشجرة وقال الواقدي: هو الذي كلمه الذئب (¬4) وفي الصحابة رجلان بهذا الاسم إلا أنه إذا أطلق فالظاهر أنه من ذكرنا وجزم الشارح بأنه أهبان بن صيفي الغفاري قال:
¬__________
(¬1) انظر الإصابة (7/ 172).
(¬2) أخرجه ابن سعد كما في الكنز (7476) وكذا أخرجه ابن حبان (404) (7345) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمَّد بن بكر وأحمد (3/ 466)، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (7/ 172): قال علي بن المديني: سنده صالح، وقال المزي به في تهذيب الكمال (33/ 343): وحسنه الألباني في صحيح الجامع (782).
(¬3) أخرجه ابن ماجه (3960) وكذلك الترمذي (2203) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد، وأحمد في المسند (5/ 69) والطبراي في الأوسط (5521) وفي المعجم الكبير (867). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (760) والسلسلة الصحيحة (380).
(¬4) أهبان بن أوس الأسلمي له صحبة قال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 44) (... عن أهبان بن أوس كنت في غنم لي فكلمه الذئب فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم ويقال أهبان أبو مسلم قال أبو عبد الله وإسناده ليس بالقوي أهـ. وقال ابن حجر في الإصابة (1/ 141). قال البخاري: إسناده ليس بالقوي قلت: لأن فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف.

الصفحة 191