لهم فيه (سمح الاقتضاء) من غرمائه ويأتي أنه تعالى يحب من كان بهذه الصفات (طس عن أبي سعيد) ورجاله ثقات كما قال الهيثمي (¬1).
1290 - "أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ثم مؤمن في شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِى الله ويدع الناس من شره (حم ق ت ن 5 عن أبي سعيد) " (صح).
(أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه) بذلالها (وماله) كذلك (ثم) بعده في الفضل (رجل في شعب من الشعاب) في طائفة من الأرض (يتقي الله ويدع) يترك (الناس من شره) إشارة إلى أنه يكون مقصده من العزلة ترك الناس من شره لا كف شرهم عنه لأن ذلك المقصد أعم لأن فيه هضمًا للنفس ولأنه لو صبر على شرهم كان مثوبًا بخلاف ما لو لم يدعهم من شر نفسه فإنه يكون آثما فليقصد الأعلى والأكمل وفيه أنه لا يخلو بشر عن شر (حم ق ت ن 5 عن أبي سعيد) (¬2).
1291 - "أفضل الناس مؤمن مُزهد (فر عن أبي هريرة) ".
(أفضل الناس مؤمن مزهد) بضم فسكون وتشديد الهاء قليل المال والمراد من زهده الله في الدنيا فكان بما عند الله أوثق مما عند نفسه كما يأتي تفسير الزهد بذلك (فر عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف (¬3).
¬__________
(¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7544). قال الهيثمي (4/ 75): رجاله ثقات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1037) وفي السلسلة الضعيفة (2853): موضوع وفي إسناده سليمان بن داود (الشاذكوني) أورده الذهبي في المغني (2581) وقال رماه ابن معين بالكذب وقال البخاري فيه نظر.
(¬2) أخرجه أحمد (3/ 88)، والبخاري (2634) ومسلم (1888)، والترمذي (1660) وقال: صحيح. والنسائي (6/ 11)، وابن ماجه (3978).
(¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (6094) وقال المناوي في الفيض (2/ 50): وفيه علي بن عبد العزيز فإن كان البغوي فثقة لكنه كان يطلب على التحديث أو الكاتب فقال الخطيب لم يكن في دينه بذاك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1023) والسلسلة الضعيفة (2520) وقال: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير الحسين بن هارون؛ فلم أعرفه.