كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)

632 - " إذا رأيتم الرجل يقتل صبرا؛ فلا تحضروا مكانه، فلعله يقتل ظلما فتنزل السخطة فتصيبكم ابن سعد (طب) عن خرشة (ح) ".
(إذا رأيتم الرجل يقتل صبرًا) نصب على المصدر أي يقتل قتل صبر فحذف وأقيم مقام المصدر من صبره يصبره حبسه وصبر الإنسان وغيره على القتل أن يحبس ويرمى حتى يموت قاله القاموس وفي النهاية (¬1): هو أن يحبس من ذوات الأرواح شيء حتى يموت (فلا تحضروا مكانه) هو مكان قتله (فإنه لعله يقتل ظلمًا) فتجويز قتله ظلمًا يوجب عدم حضور قتله (فتنزل السخطة) من الله تعالى بسبب قتله ظلمًا (فتصيبكم) فإنها تشمل من حضر ولو كارهًا على ظاهره وفيه النهي عن حضور مواقف المعاصي لما يخاف من عقوبة الدنيا قبل عقوبة الآخرة. (ابن سعد طب عن خرشة (¬2)) بضم الخاء المعجمة وسكون الراء بعدها سين معجمة فنون فتاء التأنيث وهو بن الحر بضم الحاء المهملة رمز المصنف لحسنه.

633 - " إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا "لعنة الله على شَرَّكم" (ت) عن ابن عمر (ض) ".
(إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا: لعنة الله على شَرَّكم) هو من الكلام المنصف نظير قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 24] واسم التفضيل مسلوب على الزيادة كما في قوله:
فخير كما لشركما فداء
والحديث من أعلام النبوة ولذا جيئ فيه بإذا لإفادتها تحقق وقوعه.
¬__________
(¬1) النهاية (3/ 8) والقاموس (صـ 541).
(¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 501)، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 218) رقم (4181) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 284) رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. وأشار إليه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 132)، وانظر الإصابة (2/ 273)، وذكر هذا الحديث، وورد في الأصل خرشنة ويبدوا أنه خطأ بل هو خرشة.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (510) والسلسلة الضعيفة (2505).

الصفحة 66