كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)

644 - " إذا رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ولا علة فذلك من غش للإسلام في قلبه (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس (ض) ".
(إذا رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ولا علة) عطف تفسيري وأخص على أعم وتقدم في: احذروا بلفظ من علة ولا سهر، فيراد بالعلة هنا السهر ويحتمل الأعم. (فذلك) الإصفرار (من غش الإِسلام في قلبه) تقدم فيه الكلام هنالك (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس) وهو مما بيّض له الديلمي ورمز المصنف لضعفه (¬1).

645 - " إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت خطاياه كما يتحات عذق النخلة (طب حل) عن سلمان (ح) ".
(إذا رجف) بالجيم والفاء. (قلب المؤمن) من الرجف وهو الحركة والاضطراب (في سبيل الله) السبيل الطريق يذكر ويؤنث والتأنيث أغلب عليه وهو عام يقع على كل عمل صالح يسلك به طريق التقرب إلى الله تعالى من الفرائض والنوافل وأنواع القربات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه أفاده في النهاية (¬2) فهو هنا يحتمل أن يراد به الجهاد والمراد حركة القلب عند ملاقاة العدو والتحام الحرب ويشهد له قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ ...} الآية. [التوبة: 120] وهذا الأقرب ويحتمل أن يراد به مطلق الطاعة وحركة القلب من خشية
¬__________
(¬1) أخرجه الديلمي: في الفردوس (1013) وأبو نعيم في الطب وابن السني كما في الكنز (846) قال المناوي (1/ 364): قال ابن حجر: لا أصل له. وقال الألباني في ضعيف الجامع (507) والسلسلة الضعيفة (6576) موضوع. في إسناده السري بن إسماعيل قال يحيى استبان لي كذبه في مجلس واحد وقال النسائي متروك وقال غيره ليس بشيء وقال أحمد ترك الناس حديثه. انظر ميزان الاعتدال (3/ 173) وفيه أيضاً رجل لم يسم.
(¬2) النهاية (2/ 339).

الصفحة 73