كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 2)

(إذا زار أحدكم أخاه) في الله للإكرام له ونحوه (فجلس عنده فلا يقومن) من محله (حتى يستأذنه) في القيام عنه لأنه قد يحب بقاءه فلا يخالفه ولأن صاحب المنزل الأمير كما يأتي، أن له الحق في الصلاة، والنهي للتنزيه (فر عن ابن عمر (¬1)) رمز المصنف لضعفه.

651 - " إذا زار أحدكم أخاه فألقى له شيئاً يقيه من التراب، وقاه الله عذاب النار (طب) عن سلمان (ض) ".
(إذا زار أحدكم أخاه فألقى) المزور (له) للزائر (شيئًا) عليه (يقيه من التراب) كائنًا ما كان (وقاه الله عذاب النار) دعاء له بذلك لإكرامه أخاه أو إخبار أنه تعالى كافأه بذلك جزاء وفاقًا، وفيه الحث على إكرام الزائر (طب عن سلمان (¬2)) رمز المصنف لضعفه.

652 - " إذا زار أحدكم قومًا فلا يصل بهم، وليصل بهم رجل منهم (حم 3) عن مالك بن الحويرث (ح) ".
(إذا زار أحدكم قومًا) ظاهره أنه لو زار واحداً لم يجز فيه قوله (فلا يصل بهم) أي لا يكون إمامًا لهم وظاهره ولو كان أقرأهم لكتاب الله فيخص به حديث: "وأحقهم بالإمامة أقرأهم لكتاب الله" (¬3)، ويأتي الكلام عليه، وكذلك ظاهره ولو أذنوا له إلا أنه ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا بأس بإمامته لهم إذا أذنوا
¬__________
(¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1200) وأبو نعيم في طبقات المحدثين (152).
وصححه الألباني في صحيح الجامع (583) والسلسلة الصحيحة (182).
(¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 271) رقم (6188)، وقال المناوي (1/ 366): فيه سويد بن عبد العزيز، وقال الألباني في ضعيف الجامع (528) ضعيف جدًّا. في إسناده سويد بن عبد العزيز الدمشقي قال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل وقال أحمد متروك الحديث وقال غيره ضعيف. انظر المغني في الضعفاء (2708).
(¬3) أخرجه مسلم (673) من حديث أبي مسعود الأنصاري.

الصفحة 77