كتاب فتح الودود في شرح سنن أبي داود (اسم الجزء: 2)

فَقَالَ: عِنْدَكِ شَيْءٌ، قَالَتْ: لَا، لَعَلِّي أَذْهَبُ فَأَطْلُبُ لَكَ شَيْئًا، فَذَهَبَتْ وَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ فَلَمْ يَنْتَصِفِ النَّهَارُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، وَكَانَ يَعْمَلُ يَوْمَهُ فِي أَرْضِهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ ": {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] قَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ: {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].

بَابُ نَسْخِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ}
2315 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو
===
الراء (¬1) وفي رواية البخاري (قيس بن صرمة) فقال بعص: الصواب ما في الكتاب، وفي رواية الصحيح قلب (¬2) "فقال عندك شيء" على تقدير حرف الاستفهام، "خيبة" أي وما ذلك ونصبه على أنه مصدر لفعل مقدر، "فلم ينتصف النهار" أي فمضى على صومه فلم يبلغ النهار إلى النصف حتى غشي عليه "وكان يعمل يومه" بالنصب أي تمام النهار، ثم التحقيق أن الآية بتمامها نزلت في السببين جميعًا فلا تعارض بين الحديثين، لكنه تعالى قدم ذكر الجماع لمعنى ما، فتقديم المصنف بسببية الجماع أوفق بالقرآن، وقيل: تقديم الجماع في القرآن لأجل أن فاعله كان عمر فقدم ما يتعلق بفعله تشريفًا له والله تعالى أعلم.
بَابُ نَسْخِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ}

2315 - قوله: "لما نزلت هذه الآية" إلخ سببها أنه شق عليهم رمضان
¬__________
(¬1) صرمة بن قيس الأنصاري: ذكره بن هشام وابن قانع في الصحابة. وقد قيل: فيه أنه أبو قيس بن صرمة. فمن قال فيه قيس بن صرمة قلبه وإنما اسمه صرمة. الإصابة: 2/ 183، 184.
(¬2) البخاري في الصيام (1915).

الصفحة 614