كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر (اسم الجزء: 2)

* ذكر الحوادث التي وقعت في بيت المقدس:
ثم بعد اعتقال الملك الصالح أيوب بالكرك، قصد الناصر داود القدس، وكان الفرنج قد عمروا قلعتها بعد موت الملك الكامل، فحاصرها، وفتحها، وخرب القلعة، وخرب برج داود - أيضًا -؛ فإنه لما خربت القدس أولاً، لم يخرب برج داود، فخربه في هذه المرة، وذلك في سنة سبع وثلاثين وست مئة.
فأنشد فيه جمال الدين بن مطروح، وكان فاضلاً:
المَسْجِدُ الأَقْصَى لَهُ آيَةٌ ... سَارَتْ فَصَارَتْ مَثَلاً سَائِرَا
إِذَا غَدَا لِلْكُفْرِ مُسْتَوْطَناً ... أَنْ يَبْعَثَ اللهُ لَهُ نَاصِرَا
فَنَاصِرٌ ظُهُورُهُ أَوَّلاً ... وَنَاصِرٌ ظُهُورُهُ آخِرَا
* * *

واستمر الملك العادل في السلطنة إلى شهر ذي القعدة من السنة المذكورة، وكانت مدة ملكه نحو سنتين، وخُلع - كما يأتي شرحه في ترجمة الصالح أيوب -، وحبس إلى أن مات في سنة خمس وأربعين وست مئة، وكان عمره نحو ثلاثين سنة رحمه الله تعالى.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *

سلطنة الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل
هو نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل محمد.

الصفحة 138