كتاب المخلصيات (اسم الجزء: 2)

للهِ، قالَ: أَحبَّكَ الذي أَحبَبْتَني له، اللهمَّ إنِّي أَعوذُ بِكَ أَن أُحَبَّ لكَ وأنتَ لي مُبغضٌ، أو قالَ: ماقتٌ (¬1) .
1629- (53) حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي شيبةَ قالَ: حدثنا محمدُ بنُ يحيى الأزديُّ قالَ: حدثني عبدُاللهِ بنُ نوحٍ، عن أبي بكرٍ البصريِّ، عن أبي قرةَ قالَ: خرجَ عمرُ بنُ عبدِالعزيزِ على بعضِ جنائزِ بَني مروانَ، فلمَّا صلَّى عَليها ودفَنَها قالَ لأَصحابِهِ: قِفوا، فوقَفَ الناسُ، فضربَ بطنَ فرسِهِ حتى أَمعنَ في القبورِ وتَوارى عَنهم، فاستبطأَهُ الناسُ حتى ظَنوا، فجاءَ وقد احمرَّتْ عَيناهُ وانتفخَتْ أَوداجُهُ، فَقالوا: يا أَمير المؤمنينَ أَبطأتَ عَلينا، فما الذي حبسَكَ؟ قالَ:
أَتيتُ قبورَ الأَحبةِ قبورَ بَني آبائِي، فسلَّمتُ عَليهم فلم يردُّوا السلامَ، فلمَّا ذهبتُ أُقفِّي نَاداني الترابُ فقالَ: أَلا تَسألني يا عمرُ ما لَقيتْ الأَحبةُ؟ قالَ: قلتُ: وما لَقيتْ الأَحبةُ؟ قالَ: خَرقتُ الأَكفانَ وأَكلتُ الأَبدانَ، فلمَّا ذهبتُ أُقفِّي نَاداني: أَلا تسأَلُني ما لَقيت العينانِ؟ قلتُ: وما لَقيتْ؟ قالَ: فدغتُ (¬2) المُقلَتينِ وأَكلتُ الحَدَقتينِ، فلمَّا ذهبتُ أُقفِّي / نَاداني: أَلا تَسألني ما لَقيت الأَبدانُ؟ قلتُ: وما لَقيتْ؟ قالَ: قَطعتُ الكفَّينِ مِن الرُّسغَينِ، وقَطعتُ الرُّسغَينِ مِن الذراعَينِ، وقَطعتُ الذراعَينِ مِن المِرفَقينِ، وقَطعتُ المرفَقينِ مِن العَضُدينِ، وقَطعتُ العَضُدينِ مِن المَنكبينِ، وقَطعتُ المَنكبينِ مِن الصُّلبِ، وقَطعتُ الصُّلبَ مِن الوَركينِ، وقَطعتُ الوَركينِ مِن الفخذَينِ،
¬__________
(¬1) أخرجه ابن عساكر (56/ 101) من طريق المخلص به.
وهو مع الأثرين قبله في «زوائد الزهد» لنعيم بن حماد (46) (56) .
(¬2) الفدغ هو الشدخ والشق.

الصفحة 317