كتاب المخلصيات (اسم الجزء: 2)

عن داودَ بنِ أبي هندٍ قالَ: حدثني محمدُ بنُ أبي موسى، عن زيادٍ رجلٍ مِن الأنصارِ قالَ:
قلتُ لأُبيِّ بنِ كعبٍ: أَرأيتَ لو أنَّ أَزواجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم توفينَ أَما كانَ له أَن يتزوَّجَ؟ قالَ: وما يَمنعُهُ مِن ذلكَ؟ - قالَ: وربَّما قالَ داودُ: وما يُحرِّمُ ذلكَ عَليه؟ - قلتُ: قولُهُ {لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ} [الأحزاب: 52] فقالَ: إنَّما أُحلَّ له ضربٌ مِن النساءِ فقالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ} / إلى آخِرِ الآيةِ [الأحزاب: 50] ، ثم قالَ {لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ} (¬1) .
1719- (143) حدثنا ابنُ منيعٍ قالَ: حدثنا داودُ قالَ: حدثنا ابنُ عُليةَ قالَ: حدثنا محمدُ بنُ محمدٍ القرشيُّ، عن عامرِ بنِ سعدٍ قالَ:
أقبلَ سعدٌ مِن أرضٍ له، فإِذا الناسُ عكوفٌ على رجلٍ فاطَّلَعَ فإذا هو يسبُّ طلحةَ والزبيرَ وعلياً، فنهاهُ فكأنَّما زادَهُ إغراءً، قالَ: ويلَكَ، وما تريدُ إلى سبِّ أَقوامٍ هم خيرٌ مِنكَ، لَتَنتهينَّ أَو لأَدعونَّ اللهَ عليكَ، قالَ: هيه كأنَّما يخوِّفُني نبيٌّ مِن الأنبياءِ، فانطلَقَ سعدٌ فدخلَ داراً فتوضَّأَ ودخلَ المسجدَ ثم قالَ: اللهمَّ إنْ كانَ هذا سبَّ أقواماً قد سبقَ لهم مِنكَ خيرٌ أسخطَكَ بسبِّه إيَّاهم فأَرِني به اليومَ آيةً تكونُ آيةً للمؤمنينَ، قالَ: وتخرجُ بُختيةٌ مِن دارِ بَني فلانٍ نادَّةٌ لا يردُّ صدرَها شيءٌ حتى تَنتهيَ إليهِ، ويتفرَّقُ الناسُ عنه فتجعلُهُ بينَ قَوائِمِها فتطأهُ حتى طفئَ، قالَ: فأَنا رأيتُهُ يتبعُهُ الناسُ يقولونَ: استجابَ
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد (5/ 132) ، والضياء في «المختارة» (1171) (1172) من طريق داود بن أبي هند به.

الصفحة 349