كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (اسم الجزء: 2)

أيّام عزم على ترك التقليد والعمل بالحديث (1) .
26 - ومنهم أبو بكر الأندلسي الجيّاني، محمد بن علي بن عبد الله بن محمد ابن ياسر، الأنصاري، الجيّاني (2) ، سافر من بلده ودخل ديار مصر والشام والعراق وخراسان وما وراء النهر، ولقي أئمتها، وتفقه ببخارى حتى تمهر في المذهب والخلاف والجدل، ثم اشتغل بالحديث وسمعاه وحفظه وحصّل منه كثيراً، ثم سكن بلخ مدة، وعاد إلى بغداد ودخلها سنة 559، وتوجه إلى مكة فحج ورجع إلى الشام واستوطن حلب، إلى أن توفّي بها، ووقف كتبه، وكان متديّناً صدوقاً حافظاً عالماً بالحديث، وفيه فضل، ولد بجيّان سنة 492، ومات بحلب سنة 563.
27 - ومنهم أبو علد الله محمد بن علي التّجيبي الدهان الغرناطي (3) ، كان حسن السّمت بارع الخط والخلق والخلق، رحل إلى الحج، وجال في البلاد في حدود سنة ست وستمائة فأخذ بمكة والشام ومصر والإسكندرية عن جماعة كثيرة، وكان عدلاً (4) فاضلاً على خير دين، وكان متحرّفاً بالتجارة بغرناطة، ثم خرج منها آخر عمره فمات بقوص بعدما حج سنة 650، وصدر من مكّة سنة 653 فمات قبل منتصف السنة، رحمه الله تعالى.
28 - ومنهم أبو عمر محمد بن علي بن محمد بن أبي الربيع القرشي العثماني
__________
(1) كان المنصور قد حمل الناس على الكتاب والسنة، فعل أهل الظاهر، ورفض الاشتغال بالفروع، فتعرض التجيبي للمحنة بسبب ذلك، وخلص من النكبة فلزم داره، وكانت له غرفة مشرفة على الدرب الذي في داره يكثر الجلوس فيها، فخطر للمنصور أن يستدعيه ويؤنسه، فتوجه إليه الشرطيون، فرآهم من غرفته تلك وظن أنهم جاءوا لشر فاستطير قلبه ذعرا، وأصابه شيء كالفالج أقعده، وظل كذلك حتى أدركته منيته.
(2) محمد بن علي بن ياسر الأنصاري الجياني: ترجمته في التكملة: 500.
(3) محمد بن علي التجيبي الدهان: ترجمته في الذيل والتكملة 6: 198 (نسخة باريس) .
(4) دوزي: عادلا.

الصفحة 58