كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

العصر نفسها. ويشهد لذلك حديث أنس بن مالك في هذا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (تلك صلاة المنافقين، يجلس أحدهم حتى إذا اصفرَّت الشمس فكانت بين قرني شيطان، (أو على قرني شيطان) (¬1)، قام فنقر أربعاً، لا يذكر الله تعالى فيها إلا قليلاً). هذا لفظ رواية أبي داود في "سننه" (¬2)، وهو أدلُّ من لفظ (¬3) رواية مسلم في "صحيحه" (¬4). وهذا كلام يفهم منه الذم لكل واحدة من الخصال المذكورة فتثبت (¬5) الكراهة في كل واحدة منها غير موقوفة على وجود مجموعها (¬6)، والله أعلم.
حديث من أدرك ركعة من الصبح ... إلى آخره (¬7) مخرَّج في "الصحيحين" من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - (¬8).
¬__________
(¬1) ما بين القوسين زيادة من (أ) و (ب) وهي في متن الحديث.
(¬2) في كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة العصر 1/ 288 - 289 رقم (413). ورواه بهذا اللفظ كذلك مالك في الموطأ - مع الزرقاني - 2/ 65 رقم (515)، وأحمد في المسند 3/ 185.
(¬3) سقط من (أ)، وفي (ب): من رواية لفظ مسلم، بالتقديم والتأخير.
(¬4) انظره - مع النووي - كتاب المساجد، باب استحباب التبكير بالعصر 5/ 123 ولفظه: (تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرها أربعاً، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً).
(¬5) في (أ): فثبتت.
(¬6) في (أ): مجموعهما.
(¬7) انظر الوسيط 2/ 545. وقبله: ودليل الزيادة على بيان جبريل قوله - عليه السلام - ... إلخ
(¬8) انظر: صحيح البخاري - مع الفتح - كتاب المواقيت، باب من أدرك من الفجر ركعة 2/ 67 رقم (579)، وصحيح مسلم - مع النووي - كتاب المساجد، باب من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة 5/ 104.

الصفحة 10