كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

الأنصاري (¬1) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تزال أمتي بخير، أو قال: على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم). أخرجه أبو داود (¬2)، وروي نحوه من حديث العباس بن عبد المطلب (¬3)، وغيره (¬4). ثم إن هذا القول مع ذلك هو الصحيح جزماً، وإن كان الثاني (¬5) هو المعتمد المعروف عند جماهير أئمة المذهب (¬6)، والمشهور عن (¬7) صاحب المذهب (¬8)، حتى قال الشيخ أبو حامد:
¬__________
(¬1) هو أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب الأنصاري الخزرجي من بني مالك ابن النجار البدري، شهد العقبة وجميع المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي نزل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة مهاجراً، وأقام عنده حتى بنيت حجره ومسجده، روى له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (150) حديثاً، وروى حديثه الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/ 331، تهذيب الأسماء 2/ 177، السير 2/ 402، الإصابة 3/ 56.
(¬2) في سننه كتاب الصلاة، باب في وقت المغرب 1/ 291 رقم (418)، ورواه كذلك الإِمام أحمد في المسند 4/ 147، 5/ 417، 422، وابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة 1/ 174 رقم (339)، والحاكم في المستدرك 1/ 190 - 191 وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه". وقال النووي: "حديث حسن". المجموع 3/ 35.
(¬3) روى حديثه ابن ماجه في سننه كتاب الصلاة، باب وقت المغرب 1/ 225 رقم (689) قال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/ 244: "إسناده حسن". وقال النووي: "إسناده جيد". المجموع 3/ 35. ورواه كذلك ابن خزيمة في صحيحه الموضع السابق برقم (340)، والحاكم في المستدرك 1/ 19 وقال: "صحيح الإسناد".
(¬4) روى الإِمام أحمد في المسند 3/ 449، والطبراني في المعجم الكبير 7/ 182 رقم (6671) عن السائب بن يزيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجم). قال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 54: "رجاله موثقون".
(¬5) وهو: أنه إذا مضى بعد الغروب وقت وضوء، وأذان، وإقامة، وقدر خمس ركعات، فقد انقضى الوقت. انظر: الوسيط 2/ 547.
(¬6) انظر: الحاوي 2/ 20، التعليقة للقاضي حسين 2/ 620، الإبانة ل 28/ أ، المهذب 1/ 52، التنبيه ص: 25 - 26.
(¬7) في (أ): عند.
(¬8) انظر: الأم 1/ 154، مختصر البويطي ل 5/ ب.

الصفحة 13