كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

وقيل: قرنه جانب رأسه (¬1)، وهذا ظاهر هذا (¬2) الحديث. ومعناه: أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليكون الساجدون للشمس في هذه الأوقات كالساجدين له، وحينئذٍ يكون له ولشياطينه تسلط زائد، وتمكن من أن يلبسوا على المصلين صلاتهم، ويهوشونها (¬3) (عليهم) (¬4) فكرهت لهم الصلاة (فيها) (¬5) صيانة لها، كما كرهت في الأماكن التي هي مأوى الشيطان (¬6). وفي حديث عمرو بن عبسة (¬7) عنه - صلى الله عليه وسلم - وهو مما أخرجه أبو داود (¬8) والنسائي (¬9) - (فإنها تطلع
¬__________
(¬1) انظر: المصادر المتقدمة، التنقيح ل 86/ أ.
(¬2) سقط من (أ).
(¬3) الهوشة: الاختلاط، والاضطراب، والهيج، والفتنة. ويهوشونها بمعنى يخلَّطونها. انظر: الصحاح 3/ 1028، القاموس المحيط 2/ 450.
(¬4) زيادة من (أ) و (ب).
(¬5) زيادة من (أ) و (ب).
(¬6) انظر: شرح النووي على مسلم الموضع السابق، المجموع 3/ 162.
(¬7) هو أبو نجيح، وقيل: أبو شعيب عمرو بن عَبَسة السلمي البجلي الصحابة، أسلم قديماً بمكة، وأمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع إلى قومه، ثم قدم المدينة بعد الخندق، ثم نزل حمص واستقر بها، روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (38) حديثاً، وروى حديثه مسلم والأربعة، توفي بعد سنة ستين. انظر ترجمه في: أسد الغابة 3/ 248، تهذيب الأسماء 2/ 31، السير 2/ 456.
(¬8) في سننه كتاب الصلاة، باب من رخَّص فيهما - أي النافلة بعد العصر - إذا كانت الشمس مرتفعة 2/ 56 رقم (1277).
(¬9) في (أ): الترمذي. والحديث فيهما؛ فقد رواه النسائي في سننه كتاب المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر 1/ 303 رقم (507)، والترمذي في جامعه كتاب الدعوات 5/ 532 رقم (3579) مختصراً، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه". والحديث رواه مسلم في صحيحه - مع النووي - كتاب صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها 6/ 114 - 118.

الصفحة 33