كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

- رضي الله عنه - عن عمر بن عبد العزيز عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مثله مرسلاً (¬1) وأنه قال: (فمن أحبَّ من أهل العالية (¬2)) وهي في سواد المدينة (¬3) - حرسها الله تعالى. وبعد هذا فقول الغزالي - رحمه الله وإيَّانا - "روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرخَّص لأهل السواد في مثل هذا اليوم في الانصراف" رواية منه للرواية الضعيفة، ويحتمل أن يكون رواية منه لحاصل حديث أبي هريرة على المعنى من حيث إن المطلق منه (¬4) خُصَّص بقول عثمان المنتشر من غير (¬5) نكير، واستجاز ذلك بقوله: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ... " ولو قال: روي عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... إلى آخره، لما ساغ له إلا أن يكون قد روي بهذا اللفظ؛ لأنه تغيير، ولا يجوز مثله ولا على مذهب من يجيز (¬6) الرواية بالمعنى، والله أعلم. على أن (¬7) ما أتى به مع هذا مستكره (¬8)، وكان الأولى به مجانبة أمثاله لما فيه من الإيهام وقلة من يفهم الفرق بينهما، والله أعلم.
¬__________
(¬1) انظر: الأم 1/ 398، المسند ص: 386.
(¬2) قال النووي: "هي مواضع وقرى بقرب مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جهة الشرق، وأقرب العوالي إلى المدينة على أربعة أميال، وقيل: على ثلاثة، وأبعدها: ثمانية". أهـ تهذيب الأسماء واللغات 3/ 2/ 54، وانظر فتح الباري10/ 30، والعوالي الآن بعض أحياء المدينة في الجهة الجنوبية الشرقية، والله أعلم.
(¬3) سواد المدينة: أي قرى المدينة، وسمَّيت سواداً لسوادها بالزرع والأشجار؛ لأن الخضرة ترى من البعد سوداء، والله أعلم. وانظر: المجموع 4/ 491، تهذيب الأسماء واللغات 3/ 1/160.
(¬4) سقط من (ب).
(¬5) سقط من (ب).
(¬6) في (أ): تخيَّر، وفي (ب): يجوَّز.
(¬7) سقط من (أ).
(¬8) في (أ): مستنكر.

الصفحة 361