كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

الحديث فوق أحمد وطبقته، وهو عبيد بن عمير (¬1) المتفرد به عن عائشة رضي الله عنها، أو عبد الملك بن أبي سليمان (¬2) المتفرد به من حديث جابر. وأما قوله "القياس المنع إن لم يصح الخبر" فلا يخفى أن القياس المنع صحَّ الخبر أو لم يصحّ (¬3)، فإذاً فيه محذوف تقديره: فالقياس المنع، فيمنع منه إن لم يصحّ الخبر. ثم إنَّ هذا الخبر قد اختلفوا في صحته فصححه مسلم وأخرجه في "صحيحه" من حديث عائشة وجابر، وكذلك صحَّح ما تفرد به حبيب ابن أبي ثابت (¬4) في حديث ابن عباس (أنه - صلى الله عليه وسلم - صلاها ركعتين في كل ركعة أربع ركوعات) (¬5)، فمن أصحابنا من ذهب أيضاً إلى تصحيح هذه الأخبار جميعاً، وأنه - صلى الله عليه وسلم - صلاّها
¬__________
(¬1) هو أبو عاصم عبيد بن عمير بن قتادة الليثي المكي، ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعُدَّ في كبار التابعين، كان قاصَّ أهل مكة، قال عنه الحافظ ابن حجر: "مجمع على ثقته"، توفي قبل ابن عمر، روى حديثه الجماعة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/ 545، تهذيب الكمال 19/، تقريب التهذيب ص: 377.
(¬2) هو أبو عبد الله عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي الكوفي، واسم أبيه ميسرة، وثقه أحمد ابن حنبل، وقال أبو زرعة: "لا بأس به"، وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام"، روى حديثه البخاري تعليقاً ومسلم والأربعة، توفي سنة 145 هـ. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 5/ 367, الثقات لابن حبَّان 7/ 97، تقريب التهذيب ص: 363.
(¬3) إذ أنها كيفية غير معهودة في الصلاة، والله أعلم.
(¬4) هو أبو يحيى حبيب بن أبي ثابت، واسم أبي ثابت قيس، ويقال: هند، بن دينار الأسدي مولاهم الكوفي، قال عنه الحافظ ابن حجر: "ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس"، توفي سنة 119 هـ، وروى حديثه الجماعة. انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ 1/ 116، تقريب التهذيب ص: 150، طبقات الحفاظ ص: 44.
(¬5) انظر: صحيح مسلم - مع النووي - كتاب الكسوف، باب من قال إنه ركع ثمان ركعات في أربع سجدات 6/ 213 - 214.

الصفحة 364