هذا الذي قاله من التقدير بالسور الأربع (¬1) رواية (¬2) البويطي (¬3)، وابن أبي الجارود (¬4) عن الشافعي، ورواية غيرهما عنه هو المشهور (¬5)، وهو ما في "المهذَّب" (¬6): أن في القومة الأولى: سورة البقرة أو قدرها إن كان لا يحفظها، وفي الثانية: بقدر مائتي آية من البقرة، وفي الثالثة: خمسون ومائة آية، وفي الرابعة: بقدر مائة آية. ورواية البويطي وابن أبي الجارود تقارب هذا، وأنا أنقلها على نصِّها من "الجمع لمنصوصات الشافعي - رضي الله عنه -" (¬7) لما فيها من الفوائد قال: "يقول في القيام الأول نحواً من سورة البقرة، ثم يركع نحواً من قراءته، ويقرأ في القيام الثاني نحواً من آل عمران، ثم يركع نحواً من قراءته، ويقيم في
¬__________
(¬1) قال الغزالي: "فأما الأكمل فهو أن يقرأ في القومة الأولى بعد دعاء الاستفتاح سورة الفاتحة والبقرة، وفي الثانية سورة الفاتحة وآل عمران، وفي الثالثة سورة الفاتحة والنساء، وفي الرابعة سورة الفاتحة والمائدة، أو مقدارها من القرآن، وذلك بعد الفاتحة في كل قومة". أهـ الوسيط 2/ 796.
(¬2) في (ب): رواه.
(¬3) انظر مختصره ل9/ أ.
(¬4) هو أبو الوليد موسى بن أبي الجارود المكي الشافعي، راوي كتاب الأمالي عن الشافعي، وأحد الثقات من أصحابه حتى قيل: يُرجع إليه عند اختلاف الرواية، وقد روى حديثه الترمذي. انظر ترجمته في: طبقات السبكي 2/ 161، تهذيب الكمال 29/ 41، تهذيب التهذيب 10/ 339.
وانظر النقل عنه في: التعليقة للقاضي أبي الطيَّب 2/ ل174/ أ.
(¬5) انظر: رواية الربيع في: الأم 1/ 407 - 408، ورواية المزني في: المختصر ص: 38.
(¬6) 1/ 122.
(¬7) انظر النقل عنه في: المجموع 5/ 49.