كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

قال: "ويستقبل القبلة فيها" (¬1) أي بعد أن يأتي ببعضها مستقبلاً للناس، وذكر صاحب "الكافي" الزبيري: أن ذلك إذا بلغ نصفها (¬2). ويجهر في دعائه وهو مستقبل (¬3) للناس، ويسرُّ وهو مستقبل القبلة، واحتجَّ لهذا صاحب "الحاوي" (¬4)، وغيره (¬5): بأنّه أبلغ، واستشهد بقوله تعالى: {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} (¬6). والتحويل يكون بعد الاستقبال كما قال (¬7)، وفي لفظ حديث عبد الله بن زيد ما يدلُّ عليه (¬8)، والله أعلم.
قوله: "فيقلب الأعلى إلى الأسفل، واليمين إلى اليسار، والظاهر إلى الباطن" (¬9) جمع شيخه (¬10)، ثم هو في تفسير القول الجديد بين ثلاثة أنواع من
¬__________
(¬1) الوسيط 2/ 800. وقد ذكره بعد كلامه السابق.
(¬2) لم أقف على النقل عنه فيما بين يديَّ من مصادر، والله أعلم.
(¬3) في (د): يستقبل، والمثبت من (أ) و (ب).
(¬4) انظر: الحاوي 2/ 519.
(¬5) كالشيرازي في: المهذَّب 1/ 125.
(¬6) سورة نوح الآية (9).
(¬7) قال الغزالي: "ويستقبل القبلة فيهما، ويستدبر الناس، ثم يحوَّل رداءه تفاؤلاً بتحول الحال" الوسيط 2/ 800.
(¬8) روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن زيد "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة، وقلب - وفي رواية حوَّل - رداءه ... الحديث". انظر: صحيح البخاري - مع الفتح. كتاب الاستسقاء، باب تحويل الرداء في الاستسقاء 2/ 578 رقم (1012)، وصحيح مسلم - مع النووي - كتاب صلاة الاستسقاء، باب صلاة الاستسقاء 6/ 188 - 189.
(¬9) الوسيط 2/ 800. وهو بعد قوله السابق.
(¬10) انظر: نهاية المطلب 2/ 122/ أ.

الصفحة 389