النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي سعيد: إنك رجل تحب الغنم والبادية). وهم وتحريف، إنما القائل لذلك أبو سعيد للراوي (¬1) عنه وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (¬2): إني أراك تحب الغنم والبادية. ولفظه في كتاب البخاري عن أبي صعصعة المذكور: أن أبا سعيد الخدري قال له: (إني أراك تحب الغنم والبادية (¬3) فإذا كنت في غنمك أو (¬4) باديتك فأذَّنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء؛ فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌّ، ولا أنسٌ، ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). ورواية الشافعي عن مالك نحو هذا أيضاً.
قوله: "فلا أذان في جماعة النوافل كصلاة الخسوف، والاستسقاء، والجنازة، والعيد" (¬5) كان ينبغي أن يُؤخِّر ذكر الجنازة ويقول: وكذا صلاة الجنازة؛ فإنها ليست من النوافل (بل) (¬6) فرض كفاية عنده (¬7)، وعند غيره (¬8).
¬__________
(¬1) في (د) و (أ): الراوي، والمثبت من (ب).
(¬2) وهو الأنصاري المازني المدني، قال عنه الحافظ ابن حجر: "ثقة"، روى حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي, وابن ماجه. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير للبخاري 5/ 130، الثقات لابن حبَّان 5/ 13، تهذيب الكمال 15/ 208، تقريب التهذيب ص: 311.
(¬3) قوله: (ولفظه في ... والبادية) قط من (أ) و (ب). إلا أن قوله: (المذكور أن أبا سعيد الخدري قال له). موجودة في (ب) بعد قوله: (وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة).
(¬4) في (أ): و.
(¬5) الوسيط 2/ 566.
(¬6) زيادة من (أ) و (ب).
(¬7) انظر: الوسيط 2/ 823.
(¬8) انظر مثلاً: المهذب 1/ 132، حلية العلماء 2/ 342.