الحديث كما ذكرته: "أصل الحذم: الإسراع في المشي، فأمَّا الخذم والجذم بالخاء والجيم فهما من القطع وليسا في هذا الحديث" (¬1)، والله أعلم.
قوله: "وبالغ مالك في الإفراد" (¬2) يعني في الإقامة، فيقول: الله أكبر مرة واحدة، وكذلك في آخر الأذان، وفي: قد قامت الصلاة مرة واحدة، والله أعلم.
قوله: "الترجيع مأمور به لقول (¬3) أبي محذورة (¬4): علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأذان تسع عشرة (¬5) كلمة" (¬6) رواه مسلم (¬7)، وأبو داود (¬8)، والترمذي (¬9)،
¬__________
(¬1) لم أقف على النقل عنه فيما بين يدي من مصادر، والله أعلم.
(¬2) الوسيط 2/ 570. وراجع مذهب مالك في بداية المجتهد 1/ 195، التلقين 1/ 92، حاشية الدسوقي 1/ 192.
(¬3) في (أ): الحديث.
(¬4) اختلف في اسمه فقيل: أوس بن مِعْير بن لوذان، وقيل: سمير بن عمير بن لوذان، وقيل غير ذلك، وهو قرشي جمحي، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومؤذن المسجد الحرام، كان من أندى الناس صوتاً وأطيبه، توفي سنة 59 هـ، وروى حديثه مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: تهذيب الأسماء 2/ 266، السير 3/ 117، الإصابة 12/ 12.
(¬5) في (ب): عشر.
(¬6) الوسيط 2/ 570. وبعده: وكيفيته: أن يذكر كلمتي الشهادة مع خفض الصوت مرتين، ثم يعود إليه ويرفع الصوت.
(¬7) انظر صحيح مسلم - مع النووي - كتاب الصلاة، باب صفة الأذان 4/ 80. ولكن بسبع عشرة كلمة؛ إذ أن التكبير في أوله مرتان. وقد نقل النووي في شرحه له 4/ 81 عن القاضي عياض أنه وقع في بعض طريق صحيح مسلم أربع مرات. فيكون بذلك تسع عشرة كلمة.
(¬8) في سننه كتاب الصلاة، باب كيف الأذان 1/ 340 رقم (500).
(¬9) في جامعه أبواب الصلاة، باب ما جاء في الترجيح في الأذان 1/ 367 رقم (192) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".