كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

قوله: "ولا يعتد بأذان المجنون، والسكران المخبط" (¬1) هو المخبَط بفتح الباء، وهو الذي غلب عليه (¬2) السكر حتى صار كالنائم، والمغشي عليه (¬3). فالصحيح أنه لا يجري فيه الخلاف في أن السكران كالصاحي في أقواله وأفعاله (¬4)، والله أعلم.
قوله في صفات المؤذن: "أن يكون عدلاً ثقة" (¬5) جمع بينهما كما جمع الشافعي بينهما (¬6)، واختلف أصحابه في وجه ذلك، فقيل: جمع بينهما تأكيداً. وقيل: أراد عدلاً إن كان حراً، ثقة إن كان عبداً. وقيل: أراد عدلاً في دينه، ثقة في علمه بالأوقات (¬7)، والله أعلم.
قوله: "وقيل: سبب امتناعه (¬8) - صلى الله عليه وسلم -" (¬9) تقديره: وقيل: بل الأذان أفضل، وسبب امتناعه - صلى الله عليه وسلم - (من الأذان) (¬10) كذا وكذا. وما ذكره من السبب في ذلك
¬__________
(¬1) الوسيط 2/ 573.
(¬2) سقط من (ب).
(¬3) انظر: التنقيح ل 90/ ب، المطلب العالي 3/ ل 133/ ب.
(¬4) انظر: المجموع 3/ 100، وراجع الخلاف في أقوال وأفعال السكران روضة الطالبين 6/ 59.
(¬5) الوسيط 2/ 573.
(¬6) انظر: الأم 1/ 171.
(¬7) انظر: الحاوي 2/ 57، فتح العزيز 3/ 193، التنقيح ل 90/ ب.
(¬8) في (د): امتناعه قوله، و (قوله) هنا مقحمة، والمثبت من (أ) و (ب).
(¬9) الوسيط 2/ 574. حيث قال: "إنَّ الإمامة أفضل من التأذين على الأصح؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - واظب على الإمامة ولم يؤذن. وقيل: سبب ذلك أنه لو قال: حيَّ على الصلاة لَلَزم الحضور. وقيل: سببه أنه لو قال: أشهد أن محمداً رسول الله لخرج عن جزل الكلام، ولو قال: أشهد أني رسول الله لتغيَّر نظم الأذان".
(¬10) ما بين القوسين زيادة من (أ) و (ب).

الصفحة 53