كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

لأن الألف عوض منها (¬1)، فلا يجمع بين العوض والمعوض (¬2). وأجاز المبرد (¬3)، وغيره (¬4) تشديدها، وهو غريب شاذ عند أهل العربية، والله أعلم.
قوله: "وللاستقبال ثلاثة أركان: الصلاة، والقبلة، والمصلّي" (¬5) قلت: للإمام الغزالي - رحمه الله وإيانا - تصرف في استعمال لفظة الركن، كرره في تصانيفه، قد أشكل على الأكثرين (¬6) تحقيقه، وتنقيحه، ومع كثرة تداوره (¬7) في
¬__________
(¬1) في (ب): عنها.
(¬2) انظر: تهذيب اللغة 15/ 528، الصحاح 6/ 2219، تهذيب الأسماء واللغات 3/ 2/ 201.
(¬3) أبو العباس محمَّد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدى النحوي البصري، إمام اللغة العربية، وكان ثقة فيما ينقله، وقيل: سمي المبرد؛ لأن المازني أعجبه جوابه فقال له: قم فأنت المبرِّد. أي المثبت للحق، ثم غلب عليه، وقيل لغير ذلك، من مصنفاته كتاب الكامل في الأدب، توفي سنة 285 هـ. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 4/ 313، السير 13/ 576، البداية والنهاية 11/ 84.
وقد نقل قوله كنقل ابن الصلاح النووي في تهذيب الأسماء واللغات 3/ 2/ 201، ولكن وقفت له في كتابه المقتضب 3/ 145 ما يفيد مرافقته لجمهور النحويين حيث قال: "ومن ذلك قولهم في النسب إلى الشام واليمن: يمان يا فتى، وشام يا فتى، فجعلوا الألف بدلًا من إحدى الياءين، والوجه: يمنيِّ وشاميِّ، ومن قال: يماني فهو كالنسب إلى منسوب، وليس بالوجه" والله أعلم.
(¬4) نقله الجوهري عن حكايه سيبويه، وأنشد لأمية بن خلف: يمانيَّاً يظل يشدُّ كيراً .. الصحاح 6/ 2219.
(¬5) انظر الوسيط 2/ 577.
(¬6) في (د) و (ب): الأكثرين من، و (من) هنا كأنها مقحمة، والمثبت من (أ).
(¬7) في (د): تحاوره، والمثبت من (أ) و (ب). وهو بمعنى دورانه فيها. انظر: القاموس المحيط 2/ 90.

الصفحة 57