كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

وجود صورته عقلاً، إما لكونه داخلاً في حقيقته، وإما لكونه لازماً له به (اختصاص) (¬1)، فقولنا: لا بدَّ له منه وجود صورته فيه: احتراز عن الشرط؛ فإنه لا بدَّ منه في وجود صحته شرعاً، لا في وجود (¬2) صورته (¬3) حسَّاً. ومن أجل هذا اعتذر في كتاب النكاح حيث عدَّ (¬4) الشهادة من الأركان فقال: هي شرط لكن تساهلنا بتسميتها ركناً (¬5). وقولنا: لكونه داخلاً في حقيقته، أو لازماً له به اختصاص، أحترزنا به عن الزمان والمكان ونحوهما (¬6) من الأمور العامة التي لا بدَّ منها ولا تعد أركاناً. وما جعله أركاناً للاستقبال بهذه المثابة فإنّه لا بدَّ في وجود (¬7) صورة (¬8) الاستقبال حسَّاً وعقلًا من: المستقبِل، والمستقبَل، وما فيه الاستقبال. وهذه الأمور الثلاثة في هذا (¬9) الاستقبال الذي نحن بصدده هي: المصلي، والقبلة، والصلاة. ثم إنّه قد يستعير اسم الركن للشرط، كما فعله في عده الترتيب في الوضوء من أركانه (¬10)، وكذا في الشهادة في النكاح، والله أعلم.
¬__________
(¬1) زيادة من (أ) و (ب).
(¬2) في (د): أصل، والمثبت من (أ)، وهو موافق لنقل ابن الرفعة عنه.
(¬3) قوله: (فيه. احتراز ... صورته) سقط من (ب).
(¬4) سقط في (ب).
(¬5) انظر الوسيط 5/ 53.
(¬6) سقط من (أ).
(¬7) في (د): وجوده، وهو خطأ، والمثبت من (أ) و (ب).
(¬8) في (أ): صورته، وهو خطأ.
(¬9) في (ب): هي في.
(¬10) انظر: الوسيط 1/ 375.

الصفحة 59