كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

في آخره "وصلى الصبح حين كاد حاجب الشمس يطلع" فإنه غير صحيح فيه، إنما رووا فيه "أنه صلى الفجر حين أسفر" وبينهما تفاوت كثير (¬1)؛ فإن حاجب الشمس هو: شعاعها وضوؤها (¬2) المستعلي عليها، المتصل بها (¬3)، وما ذكره قد ورد معناه في حديث أبي موسى الأشعري ولفظه: "ثم (¬4) أخَّر الفجر (¬5) من الغد حتى انصرف (¬6) منها، والقائل يقول: قد (¬7) طلعت الشمس أو كادت". أخرجه مسلم في "صحيحه" (¬8). لكن لم يكن ذلك في إمامة جبريل - صلى الله عليه وسلم -، بل (¬9) في صلاة صلَّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك؛ إذ أتاه سائل فسأله عن مواقيت الصلاة. وفي إمامة جبريل - صلى الله عليه وسلم - أحاديث أخر عن جماعة من الصحابة غير حديث ابن عباس - رضي الله عنهم - (¬10).
¬__________
(¬1) في (ب): وبينهما فرق كثير وتفاوت.
(¬2) في (ب): هو شعاع ضوئها.
(¬3) في (أ): المتنقل بها. وانظر: الصحاح 1/ 107، القاموس المحيط 1/ 69.
(¬4) في (ب): في، وهو خطأ.
(¬5) في (أ): الصبح.
(¬6) في (أ): انصرفنا.
(¬7) سقط من (ب).
(¬8) انظره - مع النووي - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب أوقات الصلوات الخمس 5/ 115 - 116.
(¬9) سقط من (ب).
(¬10) منها حديث أبي مسعود عند البخاري في كتاب المواقيت، باب مواقيت الصلاة وفضلها 2/ 5 رقم (521)، وعند مسلم في كتاب المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس 5/ 107، وحديث جابر عند الترمذي في جامعه 1/ 281 رقم (150) وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب" ونقل عن البخاري تصحيحه, وحديث أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عمر في السنن الكبرى 1/ 535 والله أعلم.

الصفحة 7