كتاب شرح مشكل الوسيط (اسم الجزء: 2)

قوله في الزوال: "هو عبارة عن ظهور زيادة الظل في جانب المشرق" (¬1) الأمر في هذا على ما ذكره في الدرس: من أن الزوال يتحقق قبل ظهور زيادة الظل للحسِّ، ولكن لا يرتبط به التكليف؛ كيلا يكون تكليف ما لا يطاق (¬2)، والله أعلم.
ثم (¬3) إن قوله: "ظهور زيادة الظل" إنما هو على الأغلب؛ فإنه قد لا يبقى للشخص وقت الزوال ظل أصلًا، فالزوال حينئذٍ يكون بظهور أصل الظل لا بزيادته (¬4)، لكن ذلك نادر، وقد (¬5) قيل: إنه لا يكون إلا في يوم واحد من السنة في بعض الأماكن (¬6). وفي "الحاوي" (¬7) أنه قيل: إن ذلك يكون في مكة في أطول يوم في السنة، وهو اليوم (¬8) السابع عشر من حزيران (¬9). والأثبت ما حكاه صاحب "الشامل" (¬10) عن أبي جعفر الراسبي (¬11) صاحب كتاب "المواقيت": أنه
¬__________
(¬1) الوسيط 2/ 544.
(¬2) في (د): يطيق، والمثبت من (أ) و (ب). وانظر المطلب العالي 3/ ل 20/ أ.
(¬3) في (ب): ثم اعلم.
(¬4) انظر: التعليقة للقاضي حسين 2/ 617، نهاية المطلب 1/ ل 204/ ب - ل 205/ أ، التهذيب ص: 363 - 364، فتح العزيز 3/ 7.
(¬5) سقط من (ب).
(¬6) كمكة وصنعاء. انظر: التعليقة للقاضي أبي الطيَّب 1/ ل 153/ أ، التعليقة للقاضي حسين 2/ 617 , المجموع 3/ 25.
(¬7) 2/ 12.
(¬8) في (أ): في.
(¬9) اسم شهر بالرومية، وهو يقابل شهر يونيو بالأشهر الميلادية. انظر: الصحاح 2/ 629، القاموس المحيط 2/ 59.
(¬10) انظر النقل عن صاحب الشامل في: المطلب العالي 3/ ل 20/ ب. وحكاه عن الراسبي كذلك القاضي أبو الطيَّب في تعليقته 1/ ل 153/ أ.
(¬11) لم أهتد له على ترجمة، والله أعلم.

الصفحة 8