كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
10 قلت: قول الخطيب: «و هو أحد أصحاب محمد بن جرير الطبرىّ»، يدلّ على أن ابن كامل ليس بحنفىّ المذهب، كما ذكره صاحب «الجواهر»، اللهم إلا أن يقال: إنه أحد أصحابه فى غير الفقه، من علوم الحديث، و غيرها، و لم أقف على تصريح فى ذلك إلى الآن، و إنما ذكرته تبعا لصاحب «الجواهر».
قال الحسن/بن رزقويه، و قد ذكر أحمد بن كامل: لم تر عيناى مثله.
و حدّث الحسن بن أبى بكر، قال: سمعت أحمد بن كامل القاضى، يقول: رأيت النبىّ صلى اللّه عليه و سلم فى النّوم، و كأنّه فى المسجد الذى فى 1 أصحاب البارزىّ، فى الجانب الشّرقىّ فى المحراب، فتقدّمت، فقرأت عليه، و استعذت، و ابتدأت بأمّ القرآن أقرأها، و أعدّ على عدد أهل الكوفة.
فلمّا قرأت: (ماالِكِ يَوْمِ اَلدِّينِ)، قلت: يا رسول اللّه، كيف أقرأ هذا الحرف (مالك)، أو (ملك).
فقال لى: (ماالِكِ يَوْمِ اَلدِّينِ).
فقلت: بألف أو بغير ألف؟.
فقال: بغير ألف.
و قرأت من سورة البقرة، فلمّا قرأت 2، (خَتَمَ اَللّاهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ عَلى سَمْعِهِمْ)، قال:
ختم اللّه على أفئدتهم، و همزه.
فوقع فى نفس فى المنام أنه صلّى اللّه عليه و سلم أراد أن يعلّمنى أن القلب هو الفؤاد، فبلغت عليه إلى خمسين آية، من سورة البقرة، على عدد أهل الكوفة.
و سئل أبو الحسن الدّار قطنىّ، عن ابن كامل، فقال: كان متساهلا، و ربما حدّث من حفظه بما ليس عنده فى كتاب، و أهلكه العجب، فكأنه 3 كان يختار و لا يضع 4 لأحد من العلماء الأئمة.
فقيل: كان جريرىّ المذهب؟.
1) فى ن: «فيه»، و المثبت فى: ص، ط، و يعنى فى المحلة التى يسكنها أصحاب البارزى.
2) سورة البقرة 7.
3) فى تاريخ بغداد، و معجم الأدباء: «فإنه».
4) فى ط: «يصنع»، و المثبت فى: ص، ن، و تاريخ بغداد، و معجم الأدباء.